فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم قبل الجامعي في 2025، طفرة في المناهج والبنية التحتية وكفاءة المعلم

وزير التربية والتعليم
وزير التربية والتعليم

على مدار عامي 2024 و2025، شهدت منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر واحدة من أكثر مراحلها نشاطًا وتحولًا، في إطار رؤية إصلاحية شاملة تقودها الدولة لبناء الإنسان المصري، باعتباره محور التنمية المستدامة وأساس التقدم.

ومنذ تولي محمد عبد اللطيف حقيبة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، انطلقت حزمة من الإجراءات الجريئة والمدروسة، استهدفت معالجة التحديات المزمنة، والانتقال بالمنظومة من حلول مؤقتة إلى إصلاحات هيكلية طويلة الأمد، ترتكز على الجودة، والعدالة، وتكافؤ الفرص، وربط التعليم بمتطلبات سوق العمل ومهارات المستقبل.
 

ونرصد فيما يأتي أبرز ملامح ما تحقق على أرض الواقع، بالأرقام والوقائع.

أولًا: انضباط غير مسبوق وعودة الطلاب للمدارس

أحد أبرز مؤشرات التحسن تمثل في ارتفاع نسب حضور الطلاب إلى 87% على مستوى الجمهورية، مع تجاوزها 90% في المحافظات الساحلية، وبلوغها ما بين 80 و85% بمحافظات الصعيد.

وجاء هذا التحسن نتيجة تفعيل اللوائح المنظمة للعملية التعليمية، والالتزام بالجداول الدراسية، وتعزيز دور الإدارة المدرسية، إلى جانب خفض الكثافات الطلابية لأقل من 50 طالبًا بالفصل، وربط الانضباط المدرسي بجودة نواتج التعلم.

وساهمت الجولات الميدانية المكثفة التي قام بها وزير التربية والتعليم – والتي شملت نحو 550 مدرسة خلال عامين – في رصد المشكلات ميدانيًا، واتخاذ قرارات فورية عززت مناخ الجدية داخل المدارس.

ثانيًا: إنهاء أزمة عجز المعلمين بمنهج علمي

تعاملت الوزارة مع ملف عجز المعلمين وفق مقاربة قائمة على البيانات، شملت إعادة التوزيع الجغرافي، والتوظيف المستهدف، وزيادة زمن التعلم الفعلي من خلال:

زيادة مدة العام الدراسي من 23 إلى 31 أسبوعًا، رفع زمن الحصة الدراسية 5 دقائق، وسد العجز الكامل في المواد الأساسية.

كما واصلت الوزارة تنفيذ المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم سنويًا، وفعّلت قانون مد الخدمة للمعلمين المحالين للمعاش، إلى جانب التوسع في التعاقد بنظام الحصة، حيث تم التعاقد مع نحو 160 ألف معلم وفق الاحتياجات الفعلية. 

ثالثًا: إعادة هيكلة الثانوية العامة… وكسر “رعب الفرصة الواحدة”

شهدت المرحلة الثانوية تحولًا جوهريًا مع تقليل عدد المواد الدراسية، وإتاحة وقت أكبر للتدريس وتنمية المهارات.
 والتحول الأبرز تمثل في تطبيق نظام شهادة البكالوريا المصرية بشكل اختياري لطلاب الصف الأول الثانوي، حيث اختاره نحو 92% من الطلاب، لما يوفره من: فرص امتحانية متعددة، مسارات تعليمية متنوعة، ارتباط مباشر بسوق العمل، واستند هذا النظام إلى دراسة علمية موسعة شملت تحليل أفضل 20 نظامًا تعليميًا عالميًا، وأكدت أن تعدد الفرص هو القاعدة الأساسية عالميًا.

رابعًا: لأول مرة… قاعدة بيانات وطنية موحدة للتعليم 

أطلقت الوزارة أول بنية وطنية موحدة لبيانات التعليم قبل الجامعي، متوافقة مع معايير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء واليونسكو، لتصبح البيانات أساس اتخاذ القرار.

وأسهمت هذه القاعدة في: خفض كثافات الفصول، ومعالجة عجز المعلمين
إضافة نحو 98 ألف مساحة تعلم جديدة، وتحسين التخطيط التعليمي على مستوى الجمهورية. 

خامسًا: أضخم عملية تطوير مناهج في تاريخ الوزارة 

شهد عام 2025 تطوير 94 مادة دراسية، مع تحديث شامل لمناهج اللغة العربية والإنجليزية، تطوير الرياضيات بالتعاون مع اليابان، وامتلاك الدولة لأول مرة حقوق الملكية الفكرية الكاملة للمناهج. 

كما تم إدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج، بالتعاون مع الجانب الياباني، عبر منصة "كيريو"، التي سجل بها أكثر من 830 ألف طالب، مع إتاحة شهادات معتمدة من جامعة هيروشيما. 

سادسًا: المعلم في قلب الإصلاح 

نفذت الوزارة برامج تدريب غير مسبوقة بالتعاون مع اليونيسف، استهدفت: 100% من المعلمين عبر الفيديو كونفرانس برامج “سفراء التطوير”، وتدريب متخصص للتعامل مع طلاب الدمج في خطوة تعكس إدراك الوزارة أن نجاح أي تطوير مرهون بكفاءة المعلم. 

سابعًا: طفرة في البنية التحتية المدرسية.

وذلك خلال الفترة من يوليو 2024 وحتى الآن: 

تم الانتهاء من 791 مشروعًا بإجمالي 13,912 فصلًا، تنفيذ 830 مشروعًا جاريًا
تطوير وصيانة 3,085 مدرسة، وتوريد 385 ألف تختة مدرسية، مع توسع ملحوظ في المدارس المصرية اليابانية، ومدارس STEM، والمدارس الرسمية الدولية IPS، وانطلاق مشروع المدارس المصرية الألمانية لأول مرة. 

ثامنًا: تعليم فني جديد بهوية عالمية 

شهد التعليم الفني تحولًا جذريًا، أبرز ملامحه: استبدال “الدبلوم الفني” بـ البكالوريا التكنولوجية المصرية، وشراكات دولية مع إيطاليا وألمانيا، والتوسع إلى 115 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية. كما تم ربط التعليم الفني بالذكاء الاصطناعي وسوق العمل، وتحسن ترتيب مصر عالميًا إلى المركز 43. 

تاسعًا: دعم غير مسبوق لذوي الهمم 

ولأول مرة، تم إطلاق مناهج التربية الفكرية لرياض الأطفال، وتطوير مركز ريادة المصري الدولي، والتوسع في 933 غرفة مصادر، مع تدريب عشرات الآلاف من المعلمين، بما يعكس توجهًا حقيقيًا نحو تعليم دامج وعادل. 

عاشرًا: صحة الطالب والأنشطة… تعليم متكامل 

شملت الجهود فحص أكثر من 8.2 مليون طالب للكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم
توزيع نظارات طبية مجانية، واستفادة أكثر من نصف مليون طالب من الأنشطة الرياضية والثقافية، ومشاركة 17.6 مليون طالب في “تحدي القراءة العربي”. 

إلى أين يتجه التعليم في 2026؟ 

تستهدف الوزارة خلال العام المقبل تطوير الإطار القومي للمناهج، وإنشاء نظام وطني لترخيص المعلمين، ورقمنة الحضور ومتابعة المتسربين، والتوسع في الذكاء الاصطناعي والتعليم الفني الدولي، وتعزيز جودة المدارس وبيئات التعلم الآمنة.