مصر تفرض حضورها في الإدارة الرياضية الدولية
تشهد الرياضة المصرية في السنوات الأخيرة نقلة نوعية غير مسبوقة، سواء على مستوى الإدارة الرياضية أو النتائج والإنجازات الدولية، حيث أصبحت القيادات الرياضية المصرية تتبوأ مناصب رفيعة ومؤثرة في مختلف الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية، بالتوازي مع التفوق الكبير الذي يحققه الرياضيون المصريون في كبرى البطولات العالمية.
فقد تصدّر اللاعبون المصريون التصنيفات العالمية في العديد من الألعاب، ونجحوا في حصد الميداليات في أقوى المنافسات الدولية، وهو ما يعكس منظومة متكاملة تجمع بين التخطيط الجيد، والإدارة الحديثة، والعمل طويل المدى.
وعلى سبيل المثال، تحولت رياضة المبارزة المصرية إلى قوة كبرى على الساحة العالمية، بعدما كانت لسنوات طويلة حكرًا على الدول الأوروبية، لتصبح مصر اليوم ضمن القوى العظمى في هذه اللعبة.
كما تتربع مصر على عرش الخماسي الحديث بفضل إدارة واعية تمتلك أفكارًا عصرية، وتعمل على استمرارية الأجيال وصناعة الأبطال.
وشهدت ألعاب رفع الأثقال والجودو طفرة كبيرة، سواء في نشر اللعبة أو في تحقيق التفوق اللافت للناشئين على المستويين الأفريقي والعالمي، إلى جانب الدخول القوي والمشرف للسيدات في هذه الرياضات القتالية، ليس للمشاركة فقط، بل للمنافسة وتحقيق الإنجازات الكبرى.
ولا يمكن إغفال النجاحات المتتالية في كرة اليد المصرية، التي أصبحت ضمن مصاف الكبار عالميًا في مختلف المراحل العمرية، إضافة إلى التطور الكبير في رياضة التايكوندو، حيث أصبح الصعود على منصات التتويج في البطولات العالمية أمرًا معتادًا، نتيجة لخطط التطوير ونشر اللعبة خلال السنوات الماضية.
وعلى صعيد المناصب الدولية، تحتل القيادات المصرية مواقع بارزة، يأتي في مقدمتها حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد للدورة السابعة، في إنجاز تاريخي غير مسبوق، وكذلك عبد المنعم الحسيني، رئيس الاتحاد الدولي للمبارزة، ليكسر احتكارًا أوروبيًا دام أكثر من مائة عام.
وفي كرة القدم، يتبوأ هاني أبو ريدة مكانة مرموقة كأحد أقدم أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وضمن أربعة مسؤولين على مستوى العالم معنيين بتطوير اللعبة.
كما تمثل آية مدني نموذجًا مشرفًا للرياضة المصرية من خلال عضويتها المنتخبة في اللجنة الأولمبية الدولية، ودورها المؤثر داخل أروقة اللجنة الأولمبية الدولية. والدكتور أشرف صبحي رئيسًا للجنة التربية البدنية والرياضة الدولية باليونسكو.
ويضاف إلى ذلك تواجد عدد كبير من المصريين على رأس اتحادات قارية ونواب لرؤساء اتحادات دولية، مثل ياسر إدريس في السباحة، وشريف العريان في الخماسي الحديث وحازم حسني في الرماية وايهاب امين في الجمباز وأحمد ناصر رئيس منظمة الأوكسا، وغيرهم من القيادات الرياضية البارزة.
وإذا دلّ هذا الحضور المصري المكثف في المحافل الدولية على شيء، فإنه يؤكد أنه ثمرة عمل متواصل وجهد طويل الأمد، ودعم مؤسسي واضح، يعكس سياسة دولة تهدف إلى تمكين كوادرها في مختلف المجالات. وقد أسهم ذلك بشكل مباشر في تعزيز صورة مصر دوليًا، وترسيخ مكانتها، خاصة وأن الرياضة تُعد إحدى أهم أدوات القوة الناعمة المؤثرة في العلاقات الدولية.
ومن هنا، يأتي الاهتمام الكبير من القيادة السياسية المصرية بالتواجد الفعال والمؤثر للكوادر المصرية في المنصات الرياضية العالمية، بما يضمن لمصر دورًا محوريًا في صناعة القرار الرياضي الدولي.