الوعي الوطني لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة
تمثل الشائعات خطرا يهدد المجتمعات والشعوب حيث أظهرت الإحصاءات أن هناك 21 ألف شائعة خلال الثلاثة شهورفي عام 2025؛ بالاضافة إلى 14 مليون حساب وهمي على صفحات التواصل الاجتماعي، من خلال طيور الظلام وحلفاؤهم، بهدف التشكيك في الإنجازات التي تحققها الدولة المصرية.
وتهدف الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة إلى التلاعب بالعقول وتزييف الوعي الوطني، ناهيك عن زرع الشكوك بين أبناء المجتمع وفتح المجال للتدخلات الخارجية، وفي هذا السياق أكد الرئيس السيسي مؤخرا أن هناك شائعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الهدف منها تحريك البشر، وهم يحرفون ويكذبون ويفترون، وهناك أجهزة مخابرات دولية تساهم في ذلك، ومصر لها خصوم ليس من مصلحتهم أن مصر تتقدم.
والحاصل أن هناك شعوبا تأثرت بالأخبار الكاذبة والمنصات الالكترونية التي تجمع عدد غير قليل من دول العالم، هدفها تشتت الشعوب وإحداث شرخ في إستقرار بعض الدول، وحدوث الانقسامات داخل بعض المجتمعات العربية.
ومن الأهمية تدريس حروب الجيل الرابع في المدارس والجامعات، وتوعية الاجيال الجديدة أن هذه الحروب في صورة قنوات تلفزيونية تبث من خارج مصر، ومعظم من يقدمون برامج في هذه القنوات مصريين؛ ودائما ينشرون فيديوهات تشوه كل إنجاز من انجازات الدولة المصرية، وهؤلاء أصحاب توجهات وايدولوجيات إخوانية..
ناهيك عن اللجان الاكترونية التي تبث أخبار يومية عقب كل إفتتاح لمصنع جديد أو لمساكن جديدة كلها كاذبة، اضافة إلى صور قديمة وصور من دول أخرى منسوبة إلى مصر بهدف التضليل وتزيف الوعي الوطني.
الحاصل أن هناك هجوم غير مبرر على مصر خلال الفترة الاخيرة (خاصة عندما تكون مصر في هدوء واستقرار)؛ ولو تطرقنا إلى عام 2025 فقد كثرت الاشاعات بسبب مواقف الدولة المصرية من أبناء الشعب الفلسطيني، بعد قمة شرم الشيخ ووقف إطلاق النار والتي تحدث عنه العالم كله، زاد التطاول على مصر من خلال الافتراءات والادعاءات بان مصر سوف تبيع جزء من أراضيها.
أو الضغط بورقة قمع الحريات، وأن الحكومة تعتقل كل من ينتقدها، هذا كلام غير صحيح والدليل هو الصفحات والحسابات الشخصية لعدد من المثقفين والكتاب والنقاد والأدباء وأساتذة الجامعات الذين يتحدثون وينتقدون أداء الحكومة ولم يمسهم أحد ولم تغلق صفحاتهم.
ما يبقي هو تفعيل عاجل للاستراتيجية التي أعدتها الحكومة مؤخرا لرصد وتحليل الأشاعات من خلال التركيز على الاشاعات التي تستهدف المشروعات القومية والسياسية والصناعية مع نشر وتوفير معلومات دقيقة عنها من قبل الإعلام الرسمي للدولة.
ومطلوب أيضا غرس ثقافة التحقق من المعلومة وتعزيز الوعي الوطني من خلال ندوات توعية داخل المدارس والجامعات عن خطورة الشائعات وتربية الاجيال الجديدة على منهج الحق والعدل والتحصين ضد الكذب.
ومطلوب منصات اجتماعية رسمية لا تهدف إلى نشر الأخبار فقط، حيث يتم النشر الرسمي على صفحات الرئاسة ومجلس الوزراء والوزارات، ولكن المنصات تضم متخصصين من الشباب خريجي كليات تكنولوجيا المعلومات وتوفير أجور لهم والهدف من المنصات تفنيد الاشاعات وبيان الحقيقة.
أحد الحلول أيضا يتمثل في تطوير التشريعات الخاصة بالجرائم الالكترونية والحسابات الوهمية، وفي هذا السياق أكد رئيس مجلس الوزراء على أن الدولة حريصة على استكمال مشروع قانون تداول المعلومات والبيانات الرسمية كأداة لمكافحة الشائعات والاخبار الكاذبة ومشروع قانون يغلظ العقوبات في جرائم النشر للاخبار الكاذبة.
وأخيرا مطلوب أن يعلم الشباب أن التصدي للشائعات واجب ديني ووطني، ويتطلب تضافر كل الجهود من المؤسسات التعليمية والاعلامية والتكونولوجية والدينية؛ ومطلوب عقوبات حازمة لجرائم النشر وكل من ينشر معلومات غير صحيحة خاصة التي تستهدف الاقتصاد الوطني وتمس المصلحة العامة والامن القومي.
من الضروري للوعي الوطني إرسال بيان إلى جميع مؤسسات الدولة وإخطار العاملين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة بتطبيق نص المادة 188 من قانون العقوبات، على كل من ينشر بسوء قصد أخبار كاذبة أو بيانات أو أشاعات أو صور لدول خارجية ونسبها إلى مصر والتي تعاقب بالحبس والغرامة المالية.
وختاما: على كل المؤسسات التعليمية تنمية ثقافة الوعي الوطني وتحذير الشباب من الوقوع في فخ جماعة الاشرار والتنظيم الدولي، بضم طلاب مصريين وعرب لصفحاتهم ولجانهم الالكترونية ممن يدرسون في مصر، ويؤكد خبراء الشؤون الدولية أن عام 25 كان عام الحصار الذي سيؤدي إلى نهاية الجماعة عالميا.
مصر باقية كما قال رئيس مصر والجميع زائلون، ومواجهة الشائعات تعتمد على وعي الشعب المصري، ولذلك مهم الوعي ثم الوعي ثم الصمود والعمل والانتاج، ونحافظ على أرض مصر بوعي المصريين.