فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حديث الجمعة

من يوميات قلم

•• أحلام اليقظة وتوظيفها الصحيح

 حتما لكل إنسان أحلام كثيرة وأمنيات تداعب خياله بين حين وآخر، وربما هو ما نسميه أحلام اليقظة، التي تداعب الإنسان في أوقات خلوته مع نفسه، حين يمتطي خيال ذاته ليطوف في فضاء عالم الخيال وكلٌ وله أحلامه، أيا كانت الحالة الاجتماعية لهذا الحالم رجلا كان أو امرأة، فهم ملوك أحلامهم وأمراء طموحاتهم التي تراودهم يحاكونها وتحاكيهم..

 

لكن الرائعون من يحولون تلك الطموحات والأمنيات إلى طاقة إيجابية تحفيزية تضع أقدامهم على الطريق الصحيح، هذه الطاقة بمثابة شراع السفينة التي تحملهم إلى الهدف المرجو والغاية النبيلة المراد تحقيقها، طاقة إيجابية وقودها حسن الظن بالله والأخذ بالأسباب التي تدفعهم للرقي والتقدم.. 

 

على عكس مَن إذا تعثرت أقدامهم سقطوا في لجج اليأس وخيبة الأمل، فسيطر عليهم الإحساس بالفشل والضياع بمجرد اصطدامهم بصعوبات ومعوقات الواقع وربما المحبطين ممن حولهم، فتجدهم وقد سيطرت عليهم طاقة سلبية استجابوا لها فاستحوذت عليهم لتتبخر احلامهم وانزوت أمنياتهم بعيدا ويلازمهم شبح الفشل والخيبة والإخفاق والهزيمة. 


•• حياتنا منحة من الله

يقول الشيخ النابلسي: "الله منح الحياة لمن يحب ومن لا يحب".. والعبرة بالطموح والاجتهاد والأخذ بالأسباب والتوكل على الله حق توكله.. وبالقراءة في كتب علم النفس ومحاضرات التنمية البشرية والنفسية تجد عدة نقاط مهمة وتوجيهات مفيدة من أهمها أن تحترم احلامك وطموحاتك وتحرص بشدة على تحقيق أمنياتك فلا تستسلم لإحساس الفشل بل انهض ومن أخطائك تعلم.. 

 

فكما يقولون: الناجحون هم من يدركون أن الفشل هو اختبار لمعدن الشخص وصلابته، وقوة تحمله وقوة إرادته وعزيمته، ومن ثم الابتعاد عن  كلمات الفشل والاستماع للمحبطين، فكل مهمتهم إحباط الآخرين وبث روح اليأس في نفوسهم، فلو استجاب لهم الجميع لما وجدنا شخصا ناجحا ولا قادرا على أداء عمل ولا إنجاز مهمة.

•• الحقود غبي وحسود

من نسي قدرة الله ومشيئته؛ انشغل كثيرا بقدرة الناس وإمكاناتهم وقضى معظم أوقات حياته يعض نواجذه من الغيظ  متساءلا: كيف أتى ذلك لفلان؟! ولماذا فلان وليس أنا؟! ومن أين لفلان ذلك؟!  ومتى وأين؟!

هذا الشخص -ومن على شاكلته- تجده دائما يحتقر ما عنده من نعم، ويراها دائما قليلة، فلا يحمد الله أبدا، ولا يرضى بقضاء ولا بقدر، ولا يقنع برزق فيمد عيناه إلى ما متَّع الله غيره فيعيش جحودا كنودا حقودا حسودا، مغتابا همازا مازا مشاءا بنميم ليصبح وباء وآفة مجتمعه.. 

كل ذلك وأكثر لأنه نسي أن كل شيء بإرادة الله وليس بإرادة الخلق، نسي أن الله يعلم غائبة الأعين وما تخفي الصدور، نسي أن الله هو مقسم الأرزاق وهو القادر على كل شيء. 
Nasserkhkh69@yahoo.com