فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

مراوغات نتنياهو في أعياد الميلاد

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفال بأعياد الميلاد يوم الأحد القادم في مزرعته الخاصة في ولاية فلوريدا، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وينتهز هذه الفرصة لوضع حد لمراوغات نتنياهو للهروب من تنفيذ خطة السلام، التي أعدها الرئيس الأمريكي وتتضمن عشرين مرحلة تنتهي بإقرار السلام وصولا إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب.


ويسعى الرئيس الأمريكي في هذا اللقاء إلى الضغط على نتنياهو لاستكمال تنفيذ خطته في اتفاقية السلام، التي وقع عليها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ وعدد من الرؤساء العرب والأجانب في منتصف أكتوبر الماضي، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. 

 

لأنه على الرغم من مرور أكثر من شهرين على توقيع هذا الاتفاق لم ينفذ منه سوى جزء من المرحلة الأولى فقط، والتي تنص على وقف إطلاق النار من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، منذ عملية السابع من أكتوبر عام 2023، ولم تتمكن إسرائيل من الوصول إليهم.. 

رغم عملياتها في مختلف المناطق الفلسطينية التي دمرت أكثر من 90% منها، وقتلت أكثر من مائة ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وأصابت أكثر من مائتي ألف آخرين، والتزمت حركة حماس بالاتفاق وسلمتهم 20 أسيرا أحياء وسلمتهم 27 جثة.. 

وواصلت إسرائيل عمليات القتل والإبادة الجماعية بحجة أنها لم تتسلم الجثة الباقية، والمرجح أنهم عثروا عليها أثناء عمليات الاقتحام والتدمير في المدن والقري الفلسطينية ولم يعلنوا ذلك، واستمرت مراوغاتهم في القتل والتدمير والتوسع في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.


وبالأمس فقط وفي إطار المراوغات الإسرائيلية لتعطيل تنفيذ الخطة الأمريكية، استفز وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس العالم بالتصريح بأنهم لن ينسحبوا من غزة والضفة الغربية، وأنهم لن يخرجوا منها وستقام بها مستوطنات جديدة لليهود.. 

بينما وافق الكنيست الإسرائيلي على إقامة 19 مستوطنة جديدة لليهود في مناطق مختلفة، ومعنى ذلك أنهم يضربون عرض الحائط بخطة الرئيس الأمريكي ويواصلون خطتهم للقضاء على القضية الفلسطينية.

 
وكان من الطبيعي أن تثير هذه التصريحات الاستفزازية غضب الرئيس الأمريكي وإدارته، وبعد ساعات قليلة تراجع كاتس عن هذه التصريحات بعد ضغوط أمريكية مباشرة.


وأعتقد أن العالم سيرى خلال الأيام القليلة القادمة قبيل احتفالات أعياد الميلاد المزيد من المراوغات والمناورات الإسرائيلية، لتعطيل تنفيذ الاتفاقية، خاصة أن المرحلة الثانية منها تشمل تشكيل مجموعة رئاسية من عدة دول تتولى الإشراف على البدء في تنفيذ عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية للفلسطينيين الذين يعانون برودة الطقس وهم يقيمون في مخيمات بعد تدمير مساكنهم.

والعالم ينتظر اللقاء القادم بين ترامب ونتنياهو ومن سيضغط على الآخر، وهل سيتم البدء في تنفيذ مراحل الاتفاق الباقية أم تنجح إسرائيل في تعطيلها إلى مالا نهاية، بعد أن استغرقت ثلاثة أشهر لتنفيذ جزء واحد من المرحلة الأولى فقط.. 

ويواصل نتنياهو مراوغاته للاستمرار في السلطة هربا من محاكمته في قضايا الفساد التي تنتظره، رغم مطالبة ترامب للرئيس الإسرائيلي بالعفو عنه وتبرئته من هذه القضايا، وتتشدق إسرائيل للأسف بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة التي تحترم القضاء في المنطقة العربية!