خبير بالشأن الأفريقي يكشف موقف طرفي الصراع في السودان من المبادرة الأمريكية للهدنة الإنسانية
كشف الدكتور محمد رشوان، الخبير في الشأن الأفريقي، أن ممثلين عن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن أعلنوا عن تحرك دبلوماسي جديد وجاد يهدف إلى تسريع إنهاء الأزمة المستمرة في السودان، مؤكدين أن إدارة الرئيس ترامب، عبر وزير الخارجية ماركو روبيو، قدمت مبادرة عملية لوقف القتال عبر هدنة إنسانية شاملة تهدف إلى حماية المدنيين وتخفيف معاناتهم، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط.
وأضاف رشوان في تصريح خاص لـ “فيتو”، أن هذه الخطة تمثل خطوة حاسمة نحو تهدئة الأوضاع في السودان، إذ تقوم على وقف فوري للأعمال العدائية، مع الضغط على مصادر الإمداد العسكري، وتحقيق تحرك دولي موحد لتقليل الخسائر الإنسانية في البلاد.
وأوضح أن السودان يشهد في الوقت الحالي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، متابعا أن رشوان أن ردود الأفعال من أطراف النزاع على المبادرة حتى الآن لا تشير إلى قبول كامل أو فوري بصيغتها الحالية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قد أبدت تجاوبًا نسبيًا بإعلان هدنة إنسانية أحادية الجانب لفترة محدودة، مما يعكس استعدادًا جزئيًا لتخفيف حدة القتال، ومع ذلك فإن هذا الإعلان لا يرتبط بشكل رسمي بمضمون المبادرة الرباعية التي طرحتها الولايات المتحدة مع شركائها الإقليميين.
الجيش السوداني يطالب بانسحاب ودحر قوات الدعم السريع
واستكمل رشوان أن الجيش السوداني يُظهر موقفًا حذرًا ورفضًا للمبادرة الحالية، إذ يربط أي وقف شامل للنار بتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية، ويشترط انسحاب ودحر قوات الدعم السريع قبل الالتزام بوقف النار الكامل، هذا الانسداد يعكس أن الثقة بين الأطراف لا تزال هشة، وأن الشروط المتبادلة تحول دون تحقيق وقف شامل وموحد، مما يقلّص من فرص تنفيذ المبادرة الأمريكية مباشرة دون تنازلات سياسية أو ضمانات ميدانية إضافية.
توحيد الجهود الدولية لتحقيق تهدئة فورية
وتابع من منظور أوسع، تأتي هذه المبادرة في سياق تنسيق رباعي دولي يشمل الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر، سعيًا إلى توحيد الجهود الدولية لتحقيق تهدئة فورية، وتقليل الكلفة الإنسانية والمعاناة التي يعيشها المدنيون، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا من القتال، وتضيف هذه التحركات إلى ضغوط متزايدة على جميع الأطراف لقبول حل سياسي شامل يقود إلى استقرار طويل الأمد.
واختتم الخبير في الشأن الأفريقي قائلا: عليه فإن التقدير الراهن هو أن فرص استجابة الأطراف للمبادرة الأمريكية كاملة ومباشرة لا تزال محدودة في المدى القريب، لكن إمكانية تحقيق وقف مؤقت أو جزئي للقتال تبقى واردة، وسيكون ذلك مؤشرًا مهمًا على إمكانية الانتقال إلى مفاوضات سياسية أوسع تشمل ضمانات واضحة لتنفيذ الهدنة وحماية المدنيين.