فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الفصل المتحرك، من فكرة عالمية إلى تجربة تُطبق لأول مرة في المنوفية

محافظ المنوفية في
محافظ المنوفية في الفصل المتحرك

باتت كثافة الفصول ونقص المساحات المدرسية، تحديًا لا يقتصر على مصر فقط بل دفعت هذه المشكلة العديد من الدول إلى البحث عن حلول غير تقليدية، ومن هنا ظهرت فكرة “الفصل المتحرك” كأحد النماذج التعليمية المرنة، التي انتقلت مؤخرًا من كونها فكرة مطبقة في دول مختلفة إلى تجربة واقعية تشهدها محافظة المنوفية لأول مرة، بحضور ودعم مباشر من المحافظ.

ما هي فكرة الفصل المتحرك؟

يقوم مفهوم الفصل المتحرك على تحرير العملية التعليمية من الجمود المكاني، بحيث لا يصبح الفصل الدراسي غرفة ثابتة لا تتغير، بل مساحة مرنة يمكن تحريكها أو تغيير موقعها أو طبيعة استخدامها وفقًا لاحتياجات الطلاب وجدول الدراسة.

وأوضح محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم فكرة الفصل المتحرك في أنه قد يتمثل الفصل المتحرك في وحدة تعليمية متنقلة، أو في استغلال غرف الأنشطة، أو المكتبات، أو قاعات متعددة الأغراض داخل المدرسة وتحويلها مؤقتًا إلى فصول دراسية مجهزة، وهو ما يتيح استيعاب أعداد أكبر من الطلاب دون الحاجة إلى إنشاء مبانٍ جديدة.

هذه الفكرة، التي يتم تطبيقها حاليًا بشكل تجريبي في المنوفية، لا تستهدف فقط زيادة عدد الفصول، بل تهدف بالأساس إلى خلق بيئة تعليمية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الواقع

 من أين جاءت الفكرة؟

تم تطبيق الفكرة لأول مرة منذ عشرات السنين في دول مثل الولايات المتحدة وكندا، تحت اسم الفصول المحمولة، كحل مؤقت أو دائم لمواجهة الزيادة السكانية المفاجئة في بعض المناطق، كما شهدت بعض الدول الأوروبية تجارب لتحويل حافلات أو وحدات متنقلة إلى فصول تعليمية تصل إلى الطلاب في المناطق البعيدة، وقد شكلت هذه التجارب العالمية الأساس الفكري لفكرة الفصل المتحرك، والتي تعتمد على إيصال التعليم إلى الطالب بدلًا من انتظار حلول إنشائية طويلة الأمد.

أسباب تطبيق تجربة الفصل المتحرك في مصر

وتأتي تجربة الفصل المتحرك التي شهدها محافظ المنوفية استجابة مباشرة لعدة تحديات، أبرزها الكثافات الطلابية المرتفعة داخل الفصول التقليدية، ومحدودية الأراضي المتاحة لبناء مدارس جديدة في بعض المناطق، والحاجة إلى حلول سريعة ومرنة دون تحميل الدولة أعباء مالية ضخمة، بالإضافة إلى تطوير شكل البيئة التعليمية وجعلها أكثر تفاعلًا وحيوية.

ومن هنا، لم يكن تشغيل الفصل المتحرك مجرد تجربة شكلية، بل خطوة مدروسة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الإمكانيات المتاحة والاحتياجات الفعلية للطلاب.

كيف يتم تطبيق الفصل المتحرك عمليًا في مصر؟

يعتمد التطبيق العملي للفصل المتحرك على عدة محاور متكاملة منها إعادة توظيف المساحات حيث يتم تجهيز غرف داخل المدرسة أو وحدات متنقلة بوسائل تعليمية مناسبة، لتكون جاهزة للاستخدام كفصل دراسي في أوقات محددة.

كما يُعاد تنظيم الجدول المدرسي بحيث تنتقل مجموعات من الطلاب إلى الفصل المتحرك بالتناوب، دون التأثير على سير اليوم الدراسي، ويتم الاعتماد على أساليب تدريس أكثر تفاعلًا تتناسب مع طبيعة الفصل غير التقليدي، مثل التعلم النشط والعمل الجماعي.