في ذكرى رحيل الشيخ علي محمود، محطات في حياة سيد القراء وإمام المنشدين
الشيخ على محمود ، موهبة ربانية عظيمة، رائد مدرسة التلاوة فى مصر والعالم العربى باعتباره واحدا من مؤسسي دولة التلاوة المصرية جمع بين القراءة والإنشاد ورفع الآذان فى أشهر المساجد رغم إعاقته البصرية، لقبه معاصروه بقارئ الموالد والإنشاد الدينى، أخلص فى القرآن الكريم ةأتقنه ترتيلا وتجويدا، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1946.
تمكن الشيخ علي محمود من تخليد اسمه وسيرته، وسوف يبقى ذكره في قوائم الخالدين، بما تركه من تسجيلات وتلاوات قرآنية وموشحات وابتهالات ما زالت تذاع عبر الإذاعة المصرية وخاصة محطة القرآن الكريم من سور يوسف، الكهف، الأنفال، مريم، الأنبياء، القيامة وقصار السور.
تعلم الموسيقى والتلحين إلى جانب الفقه
ولد الشيخ على محمود عام 1878 بالقاهرة لأسرة فقيرة، وأصيب وهو صغير بحادث فقد به بصره كاملا، لكنه لم يستسلم للابتلاء الذى أصابه فاتجه إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم، ثم درس الفتى الفقه، كما تعلم الموسيقى حيث التلحين والعزف وحفظ الموشحات، وبعد ذلك عمل فى تلاوة القرآن الكريم في المساجد حتى ذاع صيته فى البلاد.
حفظ الموشحات الدينية
درس الشيخ على محمود الدين والفقه على يد الشيخ عبد القادر المازنى، وتعلم الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربى، وعرف ضروب التلحين والعزف وحفظ الموشحات الغنائية، التى درسها على يد الشيخ عبد الرحيم المسلوب.

وصل الشيخ على محمود من مكانة وشهرة لدرجة أنه أصبح قارئا رئيسيا يتلو القرآن في المسجد الحسيني مما دل على عظم موهبته الربانية، كما أصبح قارئا للعائلة الملكية، حيث تلا القرآن الكريم في حفل ذكرى زواج الملك فاروق وزواج شقيقته الأميرة فوزية من ولي عهد إيران حيث أنشد تحية لهم أثناء عقد القران.
سيد القراء وإمام المنشدين
تحت رعاية الشيخ على محمود خرجت أسماء أخرى لامعة في فنون التلاوة والإنشاد، حتى صار معروفا في عصره بأنه "سيد القراء وإمام المنشدين"من هذه الأسماء الشيخ محمد رفعت، طه الفشنى، محمد الفيومى، كامل يوسف البهتيمى، ومن الموسيقيين محمد عبد الوهاب وأسمهان وأم كلثوم.
اعتمد قارئا بالإذاعة
فى عام 1939 اعتمد الشيخ على محمود قارئا بالإذاعة المصرية، وبهذا عاصر نشأة الإذاعة المصرية متفردا على أقرانه من القراء مثل الشيوخ أحمد ندا، محمود القيسونى، حنفى برعى، وهم من مؤسسى دولة التلاوة المصرية أيضا.
من الأناشيد والموشحات والأغاني التى تركها الشيخ على محمود من واقع سجلات الإذاعة: أشرق فيومك ساطع بسام، أدخل على قلبي المسرة والفرح، ته دلالا فأنت أهل لذاكا، خلياني ولوعتي وغرامي، السعد أقبل، هتف الطير بتحلال الصبا، أهلا بغزال، أنعم بوصلك، سل يا أخا البدر، يا نسيم الصبا، فيا جيرة الشعب اليماني، طلع البدر علينا، شكوت لخاله لما جفاني، وغيرها.

تزوج الشيخ علي محمود من كفيفة أيضا وهي القارئة كريمة العدلية ــ رحلت عام 1975 ــ فقدت بصرها وهي ابنة 16 عاما واتجهت إلى حفظ وتجويد القرآن الكريم، وكانت أولى المنضمات للإذاعة المصرية عند إنشائها العام 1934، وظلت الإذاعة تبث لها تلاوات قرآنية، حتى صدر قرار من الأزهر الشريف بحظر بث تلاوات قارئات القرآن الكريم.

وصف الشيخ عبد العزيز البشرى القارئ الشيخ على محمود بأن صوته كان يعطل المرور فى الفضاء، إشارة إلى جمال صوته الذى يصل إلى عنان السماء فتربك الطيور وتعطل طيرانها.