مكلمة في الأمم المتحدة
تابعت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية، والتي كانت مخصصة لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والانتقال للمرحلة الثانية من اتفاقية السلام التي وقعها الرئيسان عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب وعدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية، في قمة شرم الشيخ في منتصف شهر مايو الماضي.
ولاحظت أن هذه الجلسة تحولت إلى مكلمة يتحدث فيها مندوب كل دولة من الدول الأعضاء لعدة دقائق، لعرض وجهة نظر بلاده في الأحداث الدامية التي يعيشها الشعب الفلسطيني طوال العامين الماضيين..
بعد أن تهدمت منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على المدن والقرى الفلسطينية، وأصبحوا مقيمين في الخيام يعانون صعوبة الطقس البارد انتظارا لتحرك المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على إسرائيل لوقف هذه الأعمال الإرهابية.
إسرائيل التزمت بتنفيذ جزء واحد فقط من المادة الأولى في الاتفاقية، والخاص بإطلاق سراح عشرين رهينة من المحتجزين لدي حركة حماس أحياء، وتسلمتهم بالفعل وتبقي جثامين 28 قتيلا آخرين تسلمتهم على دفعات، وبقيت جثة واحدة تذرعت بأنها لن تستمر في تنفيذ الاتفاقية إلا بعد تسلمها، وربما تكون قد عثرت عليها خلال حملاتها الأخيرة في أنفاق غزة، ولم تعلن ذلك لتعطيل تنفيذ الاتفاقية..
كما أنها لم تلتزم بالجزء الثاني من هذه المادة والخاص بوقف إطلاق النار، بل زادت من عملياتها الإرهابية في قتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وإطلاق المستوطنين اليهود لطرد الفلسطينيين من مساكنهم بالقوة، وتدمير منازلهم تمهيدا لإقامة مستوطنات جديدة بدلا منها لليهود.
مندوبة أمريكا قالت إن الرئيس الأمريكي ترامب يتوقع إنهاء القصف الإسرائيلي في الضفة الغربية ولن يسمح لإسرائيل بضم أي أجزاء من الضفة! وتحدث مندوب فلسطين فحذر من التصعيد الإسرائيلي واستمرار القصف للمدن الفلسطينية وعدم التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، وهجمات ميليشيات المستوطنين على المدن والقرى الفلسطينية وحرق مساكنهم وممتلكاتهم.
وطالب مندوب إسرائيل بضرورة نزع سلاح حركة حماس، والقضاء عليها نهائيا وتفكيك الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.. وفي نهاية الجلسة اعتمدت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قرارين يؤكدان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في السيادة الدائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وحقه في تقرير مصيره.
وتبقي اتفاقية السلام مجمدة لا تلتزم بها إسرائيل، والمستوطنون اليهود يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم بالقوة، ونتنياهو أمامه فرصة11 يوما يكون قتل فيها عشرات أو مئات الفلسطينيين ودمر عددا من الأحياء والمنازل ليستولي عليها المستوطنون، قبل لقائه بالرئيس ترامب..
نتنياهو يمنع دخول المساعدات للفلسطينيين لتزداد معاناتهم انتظارا للقائه مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم 28 ديسمبر الحالي، ليحتفلا سويا بأعياد الميلاد، لعله يمارس ضغطا حقيقيا عليه للالتزام بمسار السلام الذي قدمه في قمة شرم الشيخ وتعهد باستمراره وصولا إلى حل الدولتين.