فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

بالآيات، معاني الرزق في القرآن الكريم

بالآيات، معاني الرزق
بالآيات، معاني الرزق في القرآن الكريم، فيتو

 لا يعلم كثيرون أن لفظ (الرزق) ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين ومائة موضعا، وأنه رد في واحد وستين موضعًا بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا} (المائدة:88)، وفي اثنين وستين موضعًا بصيغة الاسم، من ذلك قوله سبحانه: {كلوا واشربوا من رزق الله} (البقرة:60). وورد الرزق في القرآن الكريم بمعان مختلفة.

وخلال السطور التالية نستعرضمعكم بالآيات.. معاني الرزق في القرآن الكريم والفرق بين الرازق والرزاق.

 

‫شرح أسماء الله الحسنى:23- الرزاق - موقع الراشدون‬‎
بالآيات.. معاني الرزق في القرآن الكريم، فيتو

 

المعاني اللغوية لكلمة الرزق

تفيد معاجم اللغة أن لفظ (الرِّزق) - بكسر الراء - في أصله اللغوي يدل على عطاء لوقت، ثم يُحمل عليه غير الموقوت، والاسم: الرزق، وجمعه أرزاق. يقال: ارتزق الجند: أخذوا أرزاقهم.

 قال الأزهري: يقال: رزق الله الخلق رِزقًا - بكسر الراء - والمصدر الحقيقي رَزقًا - بفتح الراء - والاسم يوضع موضع المصدر.

 والرزق: عطاء الله جل ثناؤه. يقال: رزقه الله رزقًا. و(الرزق) يقال للعطاء الجاري تارة، وللنصيب تارة، ولما يصل إلى الجوف، ويُتغذى به تارة، يقال: أعطى السلطان رزق الجند، ورُزقت علمًا. 

و(الرازق) يقال لخالق (الرزق)، ومعطيه، والمسبب له، وهو الله تعالى، ويقال ذلك للإنسان الذي يصير سببًا في وصول الرزق. و(الرزاق) لا يقال إلا لله تعالى.

 

 معاني الرزق في القرآن الكريم

وذكر المفسرون أن لفظ (الرزق) في القرآن الكريم ورد على عدة معان هي على النحو التالي:

1- (الرزق) بمعنى (العطاء)، من ذلك قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} (البقرة:3)، يعني: مما أعطيناهم ينفقون ويتصدقون. ونظيره قوله عز وجل: {أنفقوا مما رزقناكم} (البقرة:254)، أي: مما أعطيناكم. ونحو هذا كثير في القرآن.

2- (الرزق) بمعنى (الطعام)، من ذلك قوله سبحانه: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا} (البقرة:25)، أي: أُطعموا. ومثله قوله عز من قائل: {قالوا هذا الذي رزقنا من قبل} (البقرة:25)، أي: أُطعمنا.

3- (الرزق) بمعنى (المطر)، من ذلك قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} (الذاريات:22)، يعني: المطر. قال ابن عاشور: (الرزق) أطلق هنا على (المطر) على طريقة المجاز المرسل؛ لأن المطر سبب لحصول (الرزق) بأنواعه. ومن هذا القبيل، قوله سبحانه: {وما أنزل الله من السماء من رزق} (الجاثية:5)، قال الطبري: هو الغيث الذي به تُخرج الأرض أرزاق العباد وأقواتهم.

4- (الرزق) بمعنى (النفقة)، من ذلك قوله سبحانه: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن} (البقرة:233)، يعني نفقة المولود كائنة على والده. ومن هذا القبيل قوله عز وجل في أموال السفهاء: {وارزقوهم فيها واكسوهم} (النساء:6)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: {وارزقوهم}، يقول: أنفقوا عليهم.

5- (الرزق) بمعنى (الثواب)، من ذلك قوله سبحانه: {بل أحياء عند ربهم يرزقون} (آل عمران:169)، أي: يثابون على ما قدموا من أعمال وتضحيات. ونظيره قوله جلَّ وعلا: {يرزقون فيها بغير حساب} (غافر:40)، أي: يثابون فيها ثوابًا غير مقدر. قال ابن كثير: أي: لا يتقدر بجزاء، بل يثيبه الله، ثوابًا كثيرًا، لا انقضاء له، ولا نفاد.

6- (الرزق) بمعنى (الجنة)، من ذلك قوله تعالى: {ورزق ربك خير وأبقى} (طه:31)، قال البغوي: يعني: الجنة. ومثله قوله سبحانه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم: {وأعتدنا لها رزقا كريما} (الأحزاب:31)، يعني: الجنة.

7- (الرزق) بمعنى (الشكر)، وذلك قوله سبحانه: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} (الواقعة:82)، قال الطبري: وتجعلون شكر الله على رزقه إياكم التكذيب. وقد ذكر عن الهيثم بن عدي: أن من لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان، بمعنى: ما شكر.

8- (الرزق) بمعنى (الفاكهة)، وذلك قوله تعالى: {وجد عندها رزقا} (آل عمران:37)، فسر كثير من الصحابة والتابعين (الرزق) هنا بـ (الفاكهة)، قالوا: وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف.

‫الفرق بين الرازق والرزاق - موضوع‬‎
بالآيات، معاني الرزق في القرآن الكريم، فيتو

 

 الفرق بين الرازق والرزاق 

لغويا (الرَّازِقِ) في اللغة اسم فاعل، وهو الذي قدَّر الأرزاق قبل خلق العالمين وتكفل بها،أما (الرَّزَّاق) فهي من صيغ المبالغة على وزن فعّال من اسم الفاعل (الرازق)، وهو الذي يتولى تنفيذ المقدّر في عطاء الرزق.
 وقد ورد اسم (الرَّازِقِ) في القرآن الكريم  في خمسة مواضع، ولم يرد إلا بصيغة الجمع، أما (الرَّزَّاق) فقد ورد بصيغة الإفراد في موضع واحد فقط. فقد ورد اسم الله (الرَّزَّاق)  في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).

أما اسم الله (الرَّازِقِ) فقد ورد في خمسة مواضع نذكرها حسب ترتيب سورة القرآن الكريم، كما يأتي: قوله -تعالى-: (وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). قوله -تعالى-: (وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). قوله -تعالى-: (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).قوله -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). قوله -تعالى-: (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

 ورد اسم الله (الرَّازِقِ) و(الرَّزَّاق) في حديث نبوي شريف لكن بروايتين، مرة بهذا الاسم ومرة بالاسم مما يدل على أنهما بمعنى واحد، ففي رواية عند أبي داود: (قالَ النَّاسُ: يا رسولَ اللَّهِ، غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ، وإنِّي لأرجو أن ألقى اللَّهَ وليسَ أحدٌ منكم يطالبُني بمظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ).

 وفي رواية أخرى عند الترمذي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللهَ هو المسعِّرُ القابِضُ الباسطُ الرَّزَّاقُ، وإنِّي لأرجو أن ألقَى ربِّي وليسَ أحدٌ منكُم يطلبُني بمظلِمةٍ في دمٍ ولا مالٍ).