فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير أمريكي: تشكيل الجيش السوري الجديد يعتمد على الولاءات وسط غياب المكونات

توماس باراك،فيتو
توماس باراك،فيتو

بعد أن كشفت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، عن اتصال بين المبعوث الأمريكي الخاص توماس بارك والعميد المنشق مناف طلاس، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا مطولا لها تتهم فيه دمشق أنها تعتمد في بناء الجيش الجديد على الولاءات وسط غياب المكونات.

كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير جديد لها، أن الحكومة السورية الانتقالية سارعت إلى حل الجيش السابق بالكامل، وبدأت ببناء قوة عسكرية جديدة تعتمد بدرجة كبيرة على الولاء الشخصي لأعضاء الدائرة المقربة من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع والقيادات السابقة في هيئة تحرير الشام.

وأوضحت الصحيفة أن شخصيات مقربة من الشرع تُمنح مناصب قيادية رغم ضعف مؤهلاتها العسكرية، بينما يُستبعد “ضباط” منشقون عن النظام السابق يمتلكون خبرات واسعة، ما يثير مخاوف حول احترافية الجيش الجديد وقدرته على تمثيل التنوع الديني والعرقي في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن جنود وقادة أن التدريب الأساسي للجيش يركز على التعليم والمحاضرات الدينية لطائفة معينة، أكثر من تركيزه على المهارات القتالية والانضباط العسكري.

وبحسب التقرير، فإن قرارات مثل منع التدخين داخل المعسكرات وطرد العشرات بسبب مخالفته، تعكس الاهتمام بقضايا شكلية، في وقت يغيب فيه التدريب المهني المتخصص، كما أن إدخال برامج عقائدية مستوحاة من فكر “هيئة تحرير الشام” يعزز المخاوف من إقصاء المكونات الأخرى، لا سيما العلويين والشيعة والدروز والكرد، عن المؤسسة العسكرية.

وتؤكد الصحيفة أن غياب مشاركة المكونات قد يزيد التوترات الطائفية التي شهدت تصاعدًا خلال ألفين وخمسة وعشرين.

ويلفت تقرير نيويورك تايمز إلى أن ضعف الانضباط وغياب التدريب وعدم العمل لمنع الانتهاكات تمثل نقاط خلل خطيرة، وسط مطالبات من بعض المسؤولين بإنشاء وحدات للتوعية القانونية بدلًا من التركيز على التعليم العقائدي.

وتظل قضية بناء جيش وطني جامع حديث الشارع السوري، على اعتبار أن الجيش يشكل الركن الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار، وهذا يستوجب الوقوف بوجه نفوذ أيديولوجيات محددة تعمل لإقصاء أطياف واسعة من المجتمع السوري. 

مراقبون: سوريا لا يمكن أن تخطو نحو بر الأمان 

ويرى مراقبون أن سوريا لا يمكن أن تخطو نحو بر الأمان إلا عندما يبنى الجيش أولا على أساس تشاركي ووطني، وتبدأ عملية انتقال سياسي شاملة في البلاد.

يذكر أن العميد مناف طلاس أكد خلال محاضرة أقامها في معهد العلوم السياسية في باريس منذ ثلاثة أشهر أن سورية تحتاج إلى جيش وطني ولا يمكن أن تعتمد على جيش من مكون طائفي.