بالشموع والعلم الوطني ثلاثي الألوان.. الشعوب الأصلية في فنزويلا تدعو واشنطن إلى السلام.. ونيويورك تايمز تؤكد صعوبة تراجع ترامب عن مواجهته المفتوحة مع مادورو
بالشموع المضاءة والعلم الوطني ثلاثي الألوان، دعت الشعوب الأصلية في فنزويلا الولايات المتحدة الأمريكية إلى السلام واحترام سيادة بلدهم، بحسب مجلة "مانثلي ريفيو"، فيما أكدت جريدة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعد بوسعه التراجع عن حربه المفتوحة ضد نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأكدت مجتمعات السكان الأصليين في فنزويلا التزامها التاريخي بالدفاع عن أراضيها، ودعمها للرئيس مادورو، وتأييدها لمشروع التحول الذي تقوده الثورة البوليفارية.
ويشير مصطلح "الثورة البوليفارية" إلى عملية سياسية واجتماعية مستمرة في فنزويلا بدأت مع الرئيس الراحل هوجو تشافيز، مستلهمة أفكارها من مؤسس "كولومبيا الكبرى" التي كانت تضم دول فنزويلا وكولومبيا والإكوادور سيمون بوليفار.
وتستهدف "الثورة البوليفارية" بناء نظام اشتراكي يقوم على الديمقراطية التشاركية، وتوزيع الثروات، مع التركيز على مقاومة النفوذ الأمريكي ودعم الطبقات الفقيرة.
وقالت وقالت وزيرة شئون الشعوب الأصلية كلارا فيدال: إن "عام 2025 كان عاما رائعا للشعوب الأصلية نظرا لزيادة إدماجها في النظام الانتخابي، والتي أسفرت عن انتخاب أعضاء من السكان الأصليين في المجالس المحلية في 69 بلدية، وثمانية ممثلين في الجمعية الوطنية"، وفق "مانثلي ريفيو".
نيويورك تايمز: ترامب اختار مواجهة مفتوحة مع فنزويلا
وأكدت جريدة "نيويورك تايمز" أن ترامب اختار المواجهة المفتوحة مع نظيره الفنزويلي، ولم يعد بوسعه التراجع عن تلك المواجهة.
ونشرت الجريدة مقالا مشتركا كتبه وزير التخطيط الفنزويلي السابق والأستاذ في جامعة هارفارد ريكاردو هاوسمان، والأستاذ في معهد مونتيري للتكنولوجيا في المكسيك وخوسيه موراليس-أريلا.
وأشار الكاتبان إلى أن "المعارضة الفنزويلية لا تملك السلاح ولا الميليشيات، والقوات المسلحة تبقى المؤسسة القسرية الوحيدة في فنزويلا، ما يجعل الحرب الأهلية غير مرجحة، كما يجعل تغيير النظام من الداخل شبه مستحيل".
ويشدد الكاتبان على أهمية الضغط العسكري الموثوق، إلى جانب تطوير مخارج آمنة وعروض عفو تفاضلية تزرع الانقسام داخل النظام الفنزويلي، بحيث يتاح للمتورطين في الجرائم الكبرى خيار المنفى، فيما يمنح بقية الضباط والمسؤولين عفوا داخليا يضمن استمرارهم في مؤسسات الدولة.
نظام مادورو حول فنزويلا إلى ملاذ آمن لمنافسي واشنطن
ويحذر المقال من أن الخطر الحقيقي يكمن في الوضع الراهن. فقد ساعد نظام مادورو على تحويل فنزويلا إلى ملاذ آمن لمنافسي الولايات المتحدة، ومنصة للأنشطة الإجرامية العابرة للحدود، ومركز لوجستي مهم لتهريب المخدرات، وموطن لمتمردين كولومبيين يعملون بموافقة النظام. وهذه ليست مشكلة مجمدة، بل متفاقمة، وتحدث على بعد ساعات قليلة من فلوريدا.
الولايات المتحدة نشرت أصولا عسكرية كبيرة في الكاريبي
ويشير الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة نشرت أصولا عسكرية كبيرة في الكاريبي وتستثمر بكثافة في الضغط الدبلوماسي.
وكانت رسالة إدارة ترامب حتى الآن أن دولة نرجسية-إرهابية ليست شيئًا ستقبله واشنطن على عتبتها. لكن إذا تراجعت الولايات المتحدة الآن، وسمحت للرئيس مادورو بإعلان النصر في انتخابات يقول محللون مستقلون إنها سُرقت، وتجاوز العقوبات، وانتظار مجموعة حاملة الطائرات، فإن هذا السلوك سيُقرأ بعناية في موسكو وطهران وبكين وغيرها، وستكون الهزيمة الاستراتيجية ليست مجرد خسارة حرب، بل دليل إضافي على أن الخطوط الحمراء الأمريكية تُكتب بحبر يتلاشى.
الانتقال الديمقراطي في فنزويلا أفضل الخيارات
ويختم المقال بالتأكيد على أن "الانتقال الديمقراطي في فنزويلا قد يكون معيبا، لكنه يظل أفضل بكثير من ترسيخ نظام استبدادي قمعي. وبالنسبة للفنزويليين، فإن ديمقراطية غير مكتملة يقودها رئيس منتخب ويدعمها المجتمع الدولي والشتات العائد، ستكون تحسنًا هائلًا. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن دعم إرادة الشعب الفنزويلي لم يعد خيارا، بل اختبارا حاسما أمام العالم كله".