فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم الدعم السريع بالسودان تؤدي إلى نزوح جماعي عبر الحدود، ومخاوف من استيلائها على هجليج النفطية

سودانيون فروا من
سودانيون فروا من الفاشر إلى مخيم تولوم

أكدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع خلال تقدمها في بعض المناطق السودانية قد تؤدي إلى نزوح جماعي آخر عبر الحدود.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في تصريحات لوكالة "رويترز": "معظم من تقول الأمم المتحدة إنهم نزحوا بسبب أعمال العنف الأخيرة في كردفان، والذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص، نزحوا داخليا، لكن هذا الوضع قد يتغير إذا امتد العنف إلى مدينة كبيرة مثل الأبيض".

وأضاف: "إذا امتدت الحرب إلى مدينة الأبيض، فأنا متأكد من أننا سنشهد المزيد من النزوح، وعلينا أن نبقى في حالة تأهب شديد في الدول المجاورة، تحسبا لحدوث ذلك".

ثلث المساعدات المطلوبة فقط هي التي وصلت السودان

وأشار مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين، الذي التقى ناجين فروا من وقائع قتل جماعي في مدينة الفاشر بغرب السودان، إلى أن "العاملين في المجال الإنساني يفتقرون إلى الموارد اللازمة لمساعدة الفارين الذين تعرض الكثير منهم للاغتصاب أو السرقة أو فقد ذويهم بسبب العنف".

وفيما يتعلق بخطة الاستجابة في السودان، التي لم يمول إلا ثلثها لأسباب من بينها خفض المانحين الغربيين للتمويل، قال: "استجابتنا للكارثة ضعيفة للغاية، وبالكاد نقوم بالحد الأدنى من الاستجابة".

وتابع أن "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تفتقر إلى الموارد اللازمة لنقل اللاجئين السودانيين من منطقة غير مستقرة على حدود تشاد"، مضيفا: حتى الفرار صعب لأن الميليشيات توقف الناس باستمرار.

النساء والأطفال يشكلون معظم النازحين

شكلت النساء والأطفال معظم النازحين الذين قطعوا مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام من الفاشر وكردفان إلى مخيم الدبة السوداني على النيل في شمال الخرطوم بعدما تعرض أزواجهن وأبناؤهن للقتل على الطريق.

ونقل جراندي، الذي زار المخيم الأسبوع الماضي، عن بعض الأمهات قولهن إنهن كن يجعلن أبنائهن يتنكرون في صورة فتيات لحمايتهم من الخطف على يد المقاتلين.

واستولت ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور في أواخر أكتوبر 2025، وواصلت تقدمها هذا الشهر باتجاه الشرق في منطقة كردفان، وفق "رويترز".

تحذيرات من سيطرة ميليشيا الدعم السريع على منطقة هجليج النفطية

في غضون ذلك، حذرت هيئة الإذاعة البريطاني "بي بي سي" من خطورة سيطرة ميليشيا الدعم السريع على منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان، باعتبارها أحد أهم المواقع السودانية الغنية بالنفط، فضلا عن أنها منطقة حدودية يمر عبرها النفط القادم من جنوب السودان للعبور إلى مصفاة الخرطوم وميناء بورتسودان.

وتحتوي منطقة هجليج على عدد كبير من حقول النفط وعددها 75 حقلا، وأهمها حقل "مربع 6"، وهو الأكبر من حيث إنتاج النفط في الوقت الحالي، وكانت تنتج أكثر من 65 ألف برميل يوميا قبل أن يتقلص الإنتاج إلى 20 ألفًا بسبب اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين ونصف العام، بحسب "بي بي سي".

تحظى منطقة هجليج الحدودية بأهمية كبيرة

لا تتوقف أهمية منطقة هجليج عند حدود الدولة السودانية فقط، وإنما تمتد إلى جارتها جنوب السودان، التي تمتلك وحدة لمعالجة النفط الخام تبلغ سعتها 130 ألف برميل يوميا، وتعتمد على هذه المنطقة في تصدير النفط عبر خطوط أنابيب تمتد من هجليج إلى ميناء بشائر في مدينة بورتسودان في أقصى شرقي البلاد بطول 1506 كيلومترات.

وحقول النفط في هجليج كانت الأكثر إنتاجًا للنفط في عموم السودان، في حقبة ما قبل إعلان استقلال دولة جنوب السودان عام 2011، وذلك بطاقة كانت تصل آنذاك إلى نصف مليون برميل يوميا، بحسب "بي بي سي".