فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تظهر البقع البيضاء على الجلد وما هي أسبابها المختلفة؟

البقع البيضاء، فيتو
البقع البيضاء، فيتو

تغيرات في لون الجلد أو ظهور بقع أو لطخات بيضاء، هي ظواهر جلدية قد تحدث لأسباب متعددة، وعادتًا ما يقلق المرضى من ما إذا كانت هذه التغيرات مصدر للقلق، والذي عادتًا يعتمد على مظهر هذه البقع وموقعها، حيث يمكن أن تشير إلى حالات جلدية مختلفة قد تتطلب العلاج أو لا.

ما الذي يسبب ظهور البقع البيضاء على الجلد؟

تعرف البقع البيضاء بأنها مناطق تفتقر إلى صبغة الجلد (الميلانين) لسبب ما، ولتوضيح كيفية حدوث ذلك، من المفيد معرفة أن 2 سم من جلد الإنسان تحتوي على حوالي 19 مليون خلية جلدية و60 ألف خلية صباغية (ميلانينية)، وهذه الخلايا الصباغية هي المسؤولة عن إنتاج الميلانين، أو صبغة الجلد، وفقًا لموقع “Cleveland Clinic” الطبي.

وكمية الميلانين هي ما يحدد لون الجلد، لذا، فإن أي نقص في الصبغة أو فقدان للخلايا الصباغية يؤدي إلى ظهور البقع أو اللطخات البيضاء، التي تختلف كليًا عن حب الشباب أو حروق الشمس.

فيما يلي بعض الحالات الأكثر شيوعًا المرتبطة بالبقع أو اللطخات البيضاء:

1. نقص التصبغ القطري مجهول السبب

هي حالة حميدة تبدو كنقاط بيضاء أو قطرات صغيرة على الجلد، ويمكن أن تظهر هذه البقع في أي مكان تعرض لأشعة الشمس، لكنها تتركز بشكل أكبر في الذراعين والساقين والنصف السفلي من الجسم

على الرغم من أننا لا نعرف سبب حدوثه بالضبط، فيعتقد أنه مرتبط بالتعرض المزمن لأشعة الشمس مع مرور الوقت، وبما أنه قد يكون مؤشر على تلف ناتج عن الشمس، فإن الوقاية من الشمس أمر بالغ الأهمية.

2. التينيا المبرقشة

التينيا المبرقشة هي عدوى فطرية جلدية شائعة تظهر غالبا على شكل لطخات بيضاء، ولكنها قد تظهر أيضا كبقع داكنة أو وردية، وهذه العدوى ليست ضارة أو معدية، لكنها قد تكون مثيرة للحكة، وتنتج هذه الحالة عن فرط نمو الخميرة، وغالبا ما تظهر اللطخات البيضاء في مناطق:

  • الصدر
  • الظهر
  • الوجه

تعمل الخميرة على إزالة صبغة الميلانين من الجلد، وهذا النقص في الصبغة هو ما يسبب اللطخات البيضاء، وبالنسبة لذوي البشرة الداكنة، قد تظهر هذه اللطخات بلون بني فاتح باهت.

فكائنات الخميرة تزدهر في البيئات الدافئة والرطبة، لذا يمكن أن تتفاقم الحالة وتنتشر إذا كان هناك تعرق مفرط، وعادة ما يمكن علاج هذه الحالة باستخدام غسول الجسم المضاد للفطريات أو الكريمات أو الأدوية الفموية. وقد يستغرق الأمر أشهر حتى تعود الصبغة.

3. البهاق

البهاق هو حالة مزمنة من أمراض المناعة الذاتية تحدث عندما تستهدف الخلايا الالتهابية الخلايا الصباغية التي تنتج صبغة الجلد وتدمرها، ويظهر البهاق على شكل لطخات بيضاء أو أفتح من الجلد، كبيرة وناعمة الملمس، وقد تتوسع بمرور الوقت إذا تركت دون علاج.

على الرغم من أنها غير مؤلمة، إلا أن مناطق الجلد الأفتح تكون أكثر عرضة لحروق الشمس الشديدة بسبب عدم احتوائها على صبغة، ويبدأ البهاق عادةً بالظهور حول:

  • الفم
  • العينين
  • الأنف
  • اليدين والقدمين
  • المرفقين والركبتين
  • الأعضاء التناسلية
  • السرة

يبدأ العلاج عادة بالستيرويدات الموضعية، ولكن بما أنها حالة مزمنة ولا يمكن استخدام الستيرويدات الموضعية إلى الأبد، غالبا ما نستخدم علاجات أخرى على المدى الطويل.

في أغلب الأحيان، يعتمد العلاج على كريمات موضعية غير ستيرويدية، وفي بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الضوئي لاستهداف وتنشيط الخلايا الصباغية.

إذا لم ينجح العلاج، قد ينتشر البهاق ليغطي كامل الجسم، وإذا كان المريض يفضل لون بشرة أكثر تجانسا، قد يقترح الأطباء إزالة الصبغة بالكامل بمساعدة الأدوية الفموية أو العلاج الجلدي.

4. النخالة البيضاء والأكزيما 

تسبب النخالة البيضاء ظهور لطخات مرتفعة، مستديرة أو بيضاوية، مثيرة للحكة، وذات لون أفتح من الجلد، وتصيب الأطفال غالبا، ويعتقد أن تفتيح الصبغة يحدث بسبب الالتهاب المرتبط بالأكزيما، وعندما يصبح الجلد المحيط أغمق نتيجة التعرض للشمس، قد تبدو المناطق المصابة بالأكزيما أفتح وأكثر وضوحا.

وتسبب هذه الحالة ظهور لطخات أفتح وأوسع على خدود الأطفال المصابين بالأكزيما غالبا.

غالبا ما تتحسن هذه الحالة من تلقاء نفسها بمرور الوقت. وللمساعدة في السيطرة على الالتهاب المصاحب للنخالة البيضاء وتسريع عملية الشفاء، يوصي مقدمو الرعاية الصحية بالستيرويدات الموضعية أو الكريمات الموضعية غير الستيرويدية.

من المهم في هذه الحالة الحفاظ على ترطيب الجلد لمنع جفافه وحكة الجلد.

5. الدخينات

الدخينات، أو ما يعرف ببقع الحليب، هي أكياس بيضاء صغيرة ومرتفعة تتطور تحت سطح الجلد مباشرة، وعلى الرغم من أنها غير ضارة وغير مؤلمة، إلا أنها غالبا ما يتم الخلط بينها وبين الرؤوس البيضاء أو البثور، وتظهر بشكل شائع في:

  • الجفون
  • الخدين
  • الجبين
  • الأعضاء التناسلية

تنتج هذه الأكياس البيضاء عن خلايا جلد ميتة تنحصر ثم تتصلب تحت سطح الجلد، وبما أنها غير ضارة، لا تتطلب علاج، ولكن إذا كان مظهرها يثير القلق، يمكن لطبيب الأمراض الجلدية أن يوصي بكريمات متاحة دون وصفة طبية أو كريمات علاجية أو علاجات جراحية للمساعدة في إزالتها.

أسباب أخرى للبقع البيضاء على الجلد

هناك أسباب أخرى لظهور بقع أو لطخات بيضاء على الجلد، والعديد منها نادر وبعضها قد يكون خطير:

الحزاز المتصلب (Lichen Sclerosus): يسبب ظهور لويحات بيضاء مجعدة، ومثيرة للحكة، وذات ملمس شبيه بالورق الرقيق، على الأعضاء التناسلية، وإذا تركت دون علاج، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

المورفيا وتصلب الجلد (Morphea and Scleroderma): ناتجة عن فرط إنتاج الكولاجين، وتكون لطخات الجلد البيضاء هذه عادة سميكة وصلبة بشكل غير طبيعي.

الذئبة الحمامية القرصية (Discoid Lupus Erythematosus): هو مرض مناعي ذاتي يسبب آفات مستديرة تشبه العملة المعدنية على الوجه وفروة الرأس، وقد تظهر وردية أو حمراء في البداية، ولكنها تترك بقع أو لطخات بيضاء من الجلد المتندب عند الشفاء، وإذا كانت في فروة الرأس، يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر، وعادة لا تتطور إلى الذئبة الجهازية.

لمفومة الخلايا التائية الجلدية (Cutaneous T-cell Lymphoma): هي مجموعة نادرة من سرطانات الدم تسبب الحكة وتغير اللون، وغالبا ما يتم الخلط بينها وبين حالات جلدية أخرى، مثل الصدفية أو الأكزيما، وبعض أشكالها تكون أكثر عدوانية أو خطورة من غيرها.

وعلى الرغم من أن هذه الحالات نادرة في العادة، فمن المهم مراجعة طبيب الأمراض الجلدية لتقييم أي بقع جديدة أو متغيرة على الجلد للتأكد من عدم وجود شيء أكثر خطورة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن البقع البيضاء على الجلد لا تكون خطيرة في العادة، إلا أنه إذا لاحظ الشخص أي تغيرات في لون البشرة، فمن الضروري تحديد موعد مع طبيب الأمراض الجلدية للاطمئنان، بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه جيدا لأي تغيرات في الشامات، الوحمات، البثور، أو الكدمات على الجسم.

كما يوصى بإجراء فحوصات سنوية للكشف عن سرطان الجلد لأي شخص لديه تاريخ من:

  • الإصابة بالورم الميلانيني
  • استخدام أسرة التسمير (سرير التان في المنتجعات الصحية)
  • حروق الشمس البليغة مع ظهور البثور
  • التعرض المنتظم والمفرط للشمس
  • زراعة الأعضاء
  • الحالات الطبية أو الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي
  • وإذا ظهرت أي أعراض أخرى، مثل ألم، نزيف، أو حكة في الجلد