البابا تواضروس: استجابة الله لصلواتنا متنوعة بين التأجيل والفور وتفوق توقعاتنا
أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن استجابة الله لصلوات الإنسان تأخذ أشكالًا متعددة تتراوح بين التأجيل والفور وتجاوز ما نطلبه، مشيرًا إلى أن فهم طرق استجابة الله يساعد المؤمن على الصبر والثقة في مشيئة الرب.
وأوضح البابا تواضروس الثاني أن الاستجابة قد تكون مؤجلة لأن الله يعلم التوقيت المناسب لنا، مستشهدًا بصلاة حنة أم صموئيل، حيث جاء الاستجابة في الوقت الذي كان فيه الإنسان مستعدًا لها. كما أشار إلى الاستجابة الفورية، مثل شفاء المفلوج بحسب الإيمان، مضيفًا أن الله في بعض الأحيان يمنح أكثر مما نطلب، كما حدث مع سليمان الحكيم الذي طلب الحكمة فقط ونال أضعاف ما طلب.
صلوات قد لا تستجيب
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن هناك صلوات قد لا تستجيب لأنها لا تناسب الإنسان في وقتها أو لحكمة إلهية، كما يمكن أن تأتي الاستجابة بشكل غريب أو على غير قياس الاستحقاق، مثل قصة اللص في الجمعة الكبيرة الذي نال الخلاص رغم إيمانه المتأخر.
وأضاف أن استجابة الله تكون أحيانًا عامة أو مفرحة وتدخل الفرح على قلب الإنسان، مستشهدًا بولادة يوحنا المعمدان، ولفت إلى أن التأجيل ليس رفضًا بل إعدادًا للإنسان، كما قال القديس مكاريوس الكبير: «الله يهيئ الوعاء قبل أن يسكب فيه نعمته لئلا ينكسر من ثِقَل العطية».
وختم البابا تواضروس الثاني حديثه بالتأكيد على أن كل صلاة صادقة تصل إلى الله، وأن معرفة طبيعة الاستجابة تساعد المؤمن على الانتظار بصبر وفرح، وتحويل كل تجربة انتظار إلى فرصة للنمو الروحي والقرب من الله.