فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

كتبغا المنصوري، السلطان المملوكي الذي صعد من السبي إلى عرش مصر

صورة منسوبة لـ كتبغا
صورة منسوبة لـ كتبغا المنصوري، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1294، صعد العادل زين الدين كتبغا المنصوري إلى عرش السلطنة المملوكية، ليصبح السلطان العاشر، خلال واحدة من أكثر المراحل اضطرابًا في تاريخ دولة المماليك.

من هو كتبغا المنصوري؟ 

ولد كتبغا خارج مصر في منطقة يرجح أنها منغولية أو من سهول آسيا الوسطى، قبل أن يقع في الأسر وهو بسن صغيرة وينقل إلى القاهرة وفيها بدأ مشواره داخل نظام المماليك، حيث خضع لتكوين عسكري صارم، أكسبه انضباطًا وقدرة على التعامل مع توازنات القوة، ما لفت إليه أنظار القائد المنصور قلاوون، الذي أنعم عليه بالانضمام إلى فرقته، ومنها جاء لقبه «المنصوري».

وتدرج كتبغا في المناصب العسكرية حتى أصبح واحدًا من القادة المؤثرين في أواخر عهد قلاوون، ثم في عهد ابنه الأشرف خليل، ومع تصاعد الخلافات داخل القلعة بعد مقتل الأشرف، لعب كتبغا دورًا محوريًا في التحالف الذي أطاح بالسلطان، ليتم اختياره هو نفسه سلطانًا جديدًا.

ورغم أن صعوده جاء عبر ترتيبات داخلية أكثر منه رغبة شعبية لكن السنوات السابقة كانت قد هيأت له مكانته بين المماليك الكبار، لذا بمجرد استقراره في الحكم، حاول العادل كتبغا التهدئة دون الدخول في تغييرات عنيفة داخل جهاز الدولة. 

لكن التحديات تجاوزت قدرته على الاحتواء؛ حيث واجه انقسامًا حادًا داخل الجيش المملوكي إلى جانب أزمة اقتصادية زادت من صعوبة الإدارة اليومية للدولة، كما أحدثت سياساته في استقبال مجموعات من المغول الهاربين إلى مصر ومحاولته دمجهم داخل البنية العسكرية حساسية لدى بعض الأمراء الذين رأوا في ذلك تهديدًا لتوازنات القوة.

كواليس عزل كبتغا المنصوري 

بحلول عام 1296، كانت المعارضة داخل صفوف المماليك قد نضجت للإطاحة به، فعزل ونفي إلى الشام، حيث عاش بعيدًا عن الصراعات التي أطاحت به، قبل أن يتوفى بعد سنوات قليلة، تاركًا خلفه حكمًا قصيرًا لكنه كشف معادلات القوة التي صنعت دولة المماليك. 

ورغم أن كتبغا لم يترك إصلاحات كبرى أو مشاريع ممتدة، لكن تجربته بقيت دلالة على هشاشة السلطة في تلك الحقبة، وكيف كان السلطان مهما بلغت خبرته يبقى رهينة التحالفات التي تأتي به وتذهب به.