خبير قانون دولى: السلوك الاستفزازي المتعمد يكشف العقلية الإجرامية للاحتلال
أكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي أن التصرفات الإسرائيلية الأخيرة التي تزامنت مع يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تمثل إهانة سافرة للقانون الدولي وتحويل هذا اليوم الأممي لمهزلة مفضوحة تكشف ازدراء الاحتلال للشرعية الدولية.
إسرائيل اختارت عمدا يوم التضامن العالمي مع فلسطين لتصعيد انتهاكاتها
وأكد في تصريح لـ "فيتو" أن إسرائيل اختارت عمدا يوم التضامن العالمي مع فلسطين لتصعيد انتهاكاتها موضحا أن قوات الاحتلال كثفت قصفها لغزة ووسعت اعتقالاتها في الضفة الغربية واقتحمت مدنا فلسطينية عديدة في رسالة وقحة للعالم مفادها أن إسرائيل لا تأبه بالقانون الدولي ولا بـقرارات الأمم المتحدة ولا بأي مواثيق أو اتفاقيات.
السلوك الاستفزازي المتعمد يكشف العقلية الإجرامية للاحتلال
واوضح الدكتور محمد مهران أن هذا السلوك الاستفزازي المتعمد يكشف العقلية الإجرامية للاحتلال مؤكدا أن إسرائيل إذا كانت تحترم المجتمع الدولي كانت ستتوقف عن انتهاكاتها في مثل هذا اليوم الرمزي احتراما للشرعية الدولية لكنها تتعمد التحدي والاستفزاز لأنها تعلم أن المجتمع الدولي عاجز.
التصرفات الإسرائيلية الأخيرة تشكل جرائم حرب متعددة
وأكد أن القانون الدولي يري أن التصرفات الإسرائيلية الأخيرة تشكل جرائم حرب متعددة موضحا أن استمرار قصف المناطق المدنية واعتقال المدنيين بشكل تعسفي واقتحام المدن بالقوة العسكرية ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية المدنية كلها جرائم حرب صريحة بموجب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
ونوه إلى أن اختيار هذا التوقيت يضاعف من جسامة الجريمة مؤكدا أن ارتكاب جرائم حرب في يوم التضامن العالمي مع فلسطين يعد استهزاء صارخا بالمجتمع الدولي وتحديا سافرا للشرعية الدولية مما يستوجب ردا دوليا حاسما وفوريا، مؤكدا أن القانون الدولي واضح في إدانة هذه الممارسات لكنه عاجز عن الإنفاذ للأسف.
وأوضح مهران أن اتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وفتاوى محكمة العدل الدولية وأوامر المحكمة الجنائية الدولية كلها تدين إسرائيل لكن الإرادة السياسية لإنفاذ القانون معدومة، لافتا إلى أن يوم التضامن مع فلسطين تحول لطقس سنوي أجوف، مؤكدا أن العالم يحتفل كل عام بيوم التضامن بخطب رنانة وبيانات منمقة بينما الفلسطينيون يُذبحون ويُهجرون ويُحاصرون دون أي إجراء عملي من المجتمع الدولي.
استمرار الإفلات من العقاب يشجع إسرائيل على مزيد من الجرائم
وحذر من أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع إسرائيل على مزيد من الجرائم مؤكدا أن إسرائيل تدرك تماما أن لا عقاب حقيقي ينتظرها مهما ارتكبت من جرائم وأن هذا اليقين يجعلها تتمادى في وحشيتها بلا حدود، وأن الازدواجية الغربية الفاضحة تدمر مصداقية القانون الدولي، مشيرا إلي أن الغرب يحاسب روسيا على أوكرانيا بأقسى العقوبات بينما يغطي جرائم إسرائيل الأشد فظاعة بل ويزودها بالأسلحة لارتكاب المزيد من المجازر وأن هذه الازدواجية تحول القانون الدولي لأداة سياسية انتقائية فاقدة للمصداقية.
إجراءات دولية عاجلة وحاسمة
ودعا أستاذ القانون الدولي بقوة لإجراءات دولية عاجلة وحاسمة، مؤكدا ضرورة اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإصدار قرار ملزم بوقف الانتهاكات الإسرائيلية فورا وتفعيل أوامر الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت واعتقالهما وتقديمهما للمحاكمة وفرض عقوبات اقتصادية شاملة على إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها من جميع الدول وإرسال قوات حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين بموجب الفصل السابع.
كما ناشد مهران الدول العربية لموقف يليق بحجم الجريمة مؤكدًا أن البيانات الخجولة والإدانات الباهتة لم تعد مقبولة وأن الوقت حان لقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل وفرض مقاطعة شاملة ودعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح.