الرحلة الكاملة من البطريركية إلى النمسا 2025.. الكنيسة تكشف تفاصيل الملف الطبي للبابا تواضروس منذ اعتلائه السدة البطريركية.. ومتابعة صحية دقيقة على مدار 13 عامًا وفحوصات دورية وبروتوكول صارم
منذ أن اعتلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، سدة البطريركية في نوفمبر 2012 كانت الكنيسة تضع ملفا طبيا خاصا به لمتابعة حالته الصحية بشكل مستمر، وذلك لضمان قدرة القائد الروحي على أداء مهامه المزدحمة والمسؤوليات العديدة المرتبطة بالبطريركية والكنيسة على مدار السنوات الطويلة.
الملف الطبي شمل فحوصات دورية في المستشفيات الأوروبية، إضافة إلى متابعة مستمرة في مصر تشمل قياس ضغط الدم ونسبة السكر والكولسترول ووظائف القلب والكبد والكلى، وأيضا المتابعة العصبية والوظائف الحركية، بالإضافة إلى تحليل الدم الكامل بصورة دورية وتحديثات متتالية حسب الحاجة وهو ما أصبح جزءا من البروتوكول الصحي للبابا لتفادي أي وعكات مفاجئة.
في يناير 2023 بعد احتفالات عيد الميلاد المجيد وكثرة الاجتماعات واللقاءات الروحية والكنسية تعرض البابا لإرهاق شديد أثر مؤقتا على حضوره لبعض الاجتماعات والقداسات الرسمية وأدى هذا الإرهاق إلى قرار الكنيسة بتوفير فترة راحة قصيرة مع متابعة طبية دقيقة وإجراء فحوصات شاملة للتأكد من استقرار كل المؤشرات الحيوية، وقد أظهر التقرير الطبي حينها أن الحالة مجرد إرهاق ناتج عن الضغط الشديد للعمل المتواصل وليس له علاقة بأي مرض مزمن أو خطر محدق.
التهاب العصب السابع
وفي يونيو 2023 ظهرت علامات إصابة بمرض شلل بيل وهو التهاب العصب الوجهي السابع بعد أحد القداسات الاحتفالية، وقد لاحظت الكنيسة تغيرا طفيفا في ملامح الوجه إلا أن هذا التغير لم يؤثر على قدرته على الحركة أو أدائه لمهامه اليومية.
وأصدرت الكنيسة بيانا رسميا يؤكد أن الحالة بسيطة جدا وأن العلاج سيكون عبارة عن أدوية مخصصة وجلسات علاج طبيعي واستمر الالتزام بالخطة العلاجية لمدة شهرين تقريبا حتى تم التعافي التام للبابا.
وأكدت الكنيسة أن هذا النوع من الإصابات عادة ما يكون مؤقتا وأن المتابعة الدقيقة ساعدت على سرعة الشفاء ومنع أي مضاعفات لاحقة.
بعد هذه الوعكة الصحية أعلنت الكنيسة أن متابعة حالة البابا أصبحت أكثر دقة واشتملت على مراجعة يومية لضغط الدم ومعدل السكر ونسبة الكولسترول ومتابعة كل الوظائف الحيوية، وقد تم تنظيم جدول نشاطاته اليومية بحيث يقلل من الاجتماعات الطويلة ويترك وقتا كافيا للراحة مع استمرار الفحوصات الدورية في أوروبا، حيث يذهب البابا بشكل منتظم كل 6 أشهر لإجراء متابعة شاملة تشمل القلب والرئة والوظائف العصبية والحركية والكبد والكلى، وهو ما أثبت فعاليته على مدار السنوات الماضية في منع أي مضاعفات كبيرة.
وخلال الأيام الأخيرة الماضية توجه البابا تواضروس الثاني إلى العاصمة النمساوية فيينا لإجراء متابعة طبية دورية ضمن بروتوكول صحي طويل المدى، وقد جاءت هذه الزيارة على هامش التقرير الصحي لتأكيد استمرار مراقبة حالته والاطمئنان على جميع الوظائف الحيوية، وأكد البيان الرسمي للكنيسة أن الزيارة روتينية وليست نتيجة أي وعكة مفاجئة وأن كل الفحوصات الأولية أظهرت استقرار الحالة الصحية والقدرة على الحركة وممارسة المهام الروحية والقيادية بشكل طبيعي دون أي مشاكل، ويعتبر هذا النوع من الزيارات جزءا من الإدارة الوقائية المستمرة للحالة الصحية لقداسته.
محطات مهمة
على مدار سنوات البطريركية منذ 2012 وحتى 2025 مرت حالة البابا بعدة محطات مهمة فيما يخص الصحة بدأ الأمر بالمتابعة الدورية في المستشفيات الأوروبية، مع ظهور بعض علامات الإرهاق البسيط نتيجة ضغط العمل، ثم ظهور أعراض بسيطة لشلل بيل في يونيو 2023 وتم التعامل معها فورا بخطة علاج دقيقة مع الراحة ومتابعة مستمرة، وقد ساهم الالتزام بهذه البروتوكولات في عودة البابا إلى نشاطه الكنسي بشكل سريع دون أي تأثيرات طويلة الأمد.
إضافة إلى ذلك، خلال السنوات السابقة كان البابا يتعرض أحيانا لمراحل إرهاق مؤقتة نتيجة الاجتماعات المكثفة والقداسات والرحلات الداخلية والخارجية وفي كل مرة كانت الكنيسة توفر خطة فحص دقيقة تشمل المتابعة الطبية الداخلية والخارجية لضمان عدم تكرار أي مشكلة صحية.
وكان هذا واضحا من إعلان الكنيسة خلال فترات عيد الميلاد أو المناسبات الخاصة التي تشهد ضغطا كبيرا على جدول البابا وقد أكدت كل التقارير الرسمية أن هذه الإجراءات ساعدت على السيطرة على أي أعراض مبكرة قبل أن تتحول إلى مضاعفات.
زيارة النمسا
زيارة نوفمبر 2025 للنمسا جاءت لتأكيد هذه المتابعة المستمرة، حيث أجريت جميع الفحوصات الشاملة بما يشمل القلب والرئة والكبد والكلى والجهاز العصبي وكان الهدف الأساسي التأكد من استقرار جميع الوظائف الحيوية مع الاستمرار في خطة الوقاية والصيانة الصحية، وقد أشارت الكنيسة إلى أن الحالة الصحية للبابا مستقرة تماما وأن الزيارة لم تتطلب أي تدخل طبي عاجل وكانت مجرد متابعة دورية مع فريق طبي متخصص لضمان عدم حدوث أي مضاعفات مستقبلية.
خلال هذه السنوات أيضا تم تقليل التعرض للضغوط الزائدة مع إعادة تنظيم جدول الأنشطة اليومية للبابا بحيث يشمل فترات راحة كافية إضافة إلى الالتزام بنظام غذائي مناسب وإجراء فحوصات دورية لكل ما يتعلق بالصحة العامة وقد ساعدت هذه التدابير على منع حدوث أي أزمات صحية كبيرة أثناء ممارسة مهامه الكنسية والروحية.
التاريخ الصحي للبابا تواضروس يظهر أن الكنيسة تتبع سياسة وقائية دقيقة تشمل الكشف المبكر عن أي وعكة صحية والتدخل العلاجي الفوري عند الحاجة والمتابعة الدورية والفحوصات المنتظمة، وهو ما أدى إلى تجاوز كل الأزمات المؤقتة مثل الإرهاق في يناير 2023 وشفاء شلل بيل في منتصف 2023 دون أي مضاعفات دائمة وأن زيارات النمسا الروتينية جزء من هذه الخطة المستمرة لضمان استقرار الحالة الصحية وقدرة البابا على مواصلة رسالته الروحية بشكل طبيعي
من خلال هذا التاريخ يمكن القول أن إدارة الحالة الصحية لقداسة البابا تواضروس الثاني نموذج متكامل يجمع بين الوقاية والمتابعة الدورية والتدخل الطبي المبكر مع الحرص على استمرار أداء المهام الكنسية والروحية بشكل طبيعي دون تأثيرات صحية كبيرة على حياته اليومية، وقد أثبتت جميع الوقائع من يناير 2023 حتى زيارة نوفمبر 2025 في النمسا أن الحالة الصحية مستقرة وأن كل وعكة كانت مؤقتة وتم التعامل معها بسرعة وكفاءة.