التربح من النضال!
من وحي اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد مؤخرًا أكتب هذا المقال.. فنحن لدينا مجموعة من المناضلين تربحوا من نضالهم هذا، وراكموا ثروات كبيرة وحققوا صعودًا طبقيًّا في المجتمع.. هؤلاء منهم من ادعى أنه يناضل من أجل تحقيق الديمقراطية، ومن ادعى أنه يحارب التطرُّف الديني، الذى يفرخ لنا وحوشًا آدمية تقتل وتخرب وتدمر..
ثم بمرور السنوات اكتشفنا أنهم حصلوا على ثمن نضالهم هذا، وكان ثمنًا سخيًّا حولوهم إلى أثرياء. واكتشفنا من دفع لهم هذا الثمن أمريكان وأوروبيون وعرب خليجيون!
وهذا يجعلنا نتشكك في نضالهم.. فمن يناضل من أجل شيء لا ينتظر أن يحصل على ثمن نضاله، بل كل همه هو أن يتحقق ما يناضل من أجله.. وفي التاريخ نماذج فذة لهؤلاء المناضلين الذين دفعوا ثمن نضالهم من حرياتهم وفي حياتهم.. أما مدعي النضال فهم على العكس يتربحون من نضالهم الكاذب هذا.
إنهم لا يناضلون من أجل قضية أو لمبدأ سام أو دفاع عن بلاده ومصالحها وأمنها القومي، وإنما هو يدعى النضال لكي يحصل على الثمن والأرباح السخية.. أي إنه يناضل من أجل نفسه ولتحقيق مصالحه الشخصية فقط.
هؤلاء إذن مناضلون زائفون.. أو بالأصح مدعي نضال، يخدعون الناس، ويستخدمونها للتربح ومراكمة المكاسب والأموال. وللأسف هؤلاء ما زالوا يمارسون خداع الناس لأنهم يبغون استمرار التربح وتحقيق مزيد من الأرباح والثروات! غير أنهم لا يدركون أن الناس كشفتهم ولن يمكنهم خداعها مجددًا.