فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خيام الفلسطينيين في الأرض المحتلة تحت المطر

في مشهد مأساوي يندي له جبين العالم الحر، ظهرت خيام الفلسطينيين التي أقاموها في العديد من المناطق في الأراضي المحتلة بعد تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمساكنهم طوال العامين الماضيين وهي غارقة في الأمطار لتزداد معاناة الفلسطينيين الذين لا يجدون المأوى المناسب لهم الذي يقيهم البرد والمطر مع حلول فصل الشتاء.. 

 

هذه المشاهد المأساوية التي تنقلها القنوات الفضائية طوال اليومين الماضيين كفيلة بأن تجعل العالم الحر يتحرك في أسرع وقت لوقف هذه المأساة وإجبار إسرائيل علي تنفيذ خطة السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي ترامب ووافقت عليها مصر ومجموعة من الدول العربية والأوربية لوقف إطلاق النار.. 

والبدء في اتخاذ العديد من الإجراءات لإنهاء الحرب الدائرة في غزة علي مدي عامين كاملين في إطار خطة سلام شاملة، تشمل عشرين خطوة تنتهي بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

 
وبدأ تنفيذ الخطة بإطلاق حركة حماس سراح عشرين أسير إسرائيلي، احتجزتهم لديها في أماكن لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الوصول إليها علي مدى عامين كاملين، باستخدام القوة الغاشمة وتدمير مدن بأكملها حتى أطلقت حماس سراحهم، وتسلمتهم إسرائيل بالإضافة لجثامين 25 أسيرا قتلتهم القوات الإسرائيلية خلال عمليات القصف العشوائي التي كانت تقوم بها علي العديد من المدن والقري الفلسطينية.


وبدأت إسرائيل في المراوغة للتهرب من تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي ولم تلتزم بوقف إطلاق النار للدخول في المرحلة الثانية، وواصلت عملياتها في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة، وتذرعت بحجة نزع سلاح حركة حماس.. 

والذي نصت الخطة علي تسليمه لقوات السلام التي ستشارك فيها بعض الدول، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حماس بأن تسلمه سلاحها وإلا سيأخذه بالقوة، وفي نفس الوقت مازال يمنع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية للفلسطينيين لمزيد من الضغط عليهم، ويحاول تهجيرهم للهروب من هذه المعاناة.


وتواصل مصر جهودها لإحباط خطط إسرائيل والضغط عليها لاستكمال تنفيذ الإتفاق ووصل وفد من قيادات حماس للقاهرة خلال اليومين الماضيين لبحث تنفيذ الخطوات القادمة بالتنسيق مع الوسطاء وإنقاذ الفلسطينيين من المعاناة اللاإنسانية التي يتعرضون لها علي أيدي القوات الإسرائيلية الغاشمة والحكومة اليمينية المتطرفة. 

وأمام هذه المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، والتعنت الإسرائيلي لمنع تنفيذ الاتفاق، ومواصلة العمليات الإجرامية لقوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، واستمرار المستوطنين اليهود في الاستيلاء على مساكن الفلسطينيين ومزارعهم بالقوة، فإن العالم الحر يتطلع إلي موقف عربي قوي وموحد، يضع حدا لهذه المأساة وتنفيذ الإتفاقية والبدء في إعادة إعمار ما دمرته القوة الإسرائيلية الغاشمة، وبناء المدن الفلسطينية الجديدة.