توفيق الدقن، نجيب الريحاني اضطهده طالبا ومحمود السعدني استغل شهرته ليحرضه على الحكومة
توفيق الدقن ، من أشهر ممثلي الإجرام والشر في السينما، ملامحه شريرة لكنه كان طيب القلب، سمي بلطجي السينما، ووصفه زملاؤه بغول التمثيل لسرقته الكاميرا من زملائه، اختاره الدكتور طه حسين لفيلم “ظهور الإسلام ”، من أشهر لزماته: "يا آه يا آه أحلى من الشرف مفيش، آلو يا همبكة، رحل في مثل هذا اليوم عام 1988.
ولد توفيق أمين الشيخ الدقن -الشهير بـ توفيق الدقن- عام 1924 بإحدى قرى مركز بركة السبع بالمنوفية، حصل على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية عام 1950، وكان أول وقوف له على خشبة المسرح عندما كان طالبًا عام 1949 في مسرحية "حب الأبرياء" أمام الفنانة روحية خالد، قدمت في حفل لجمعية الشبان المسلمين.
علمني والدي حب الأسرة والأولاد
عن اسمه يقول: جاء وصف الدقن في اسم توفيق الدقن أن جدي الله يحسن إليه كان بدقن، كان راجل طيب من بتوع زمان، حتى والدي كان طيب هو كمان اتعلمت منه حاجات كتير.. علمني حب الأسرة والأولاد، علمني الجري على لقمة العيش، فيه كتير يتصوروا إني عنيف وقاسي إنما الحقيقة أنا غير كدا، لكن عيبي إني ما أعرفش أقول كلام ناعم وبشرب خمرة لأتغلب على الخجل اللي وداني في داهية طول عمري.

وجاءت قصة دخول توفيق الدقن المعهد عندما تقدم للاختبار وتكونت لجنة التحكيم من زكي طليمات الذي تحمس له والدكتور طه حسين وجورج أبيض وحسين رياض ونجيب الريحاني الذي رفض دخوله المعهد وقال: ده باين عليه واد لعبي وفاكر التمثيل هلس في هلس، وأقنع الحضور بعدم قبوله، وحزن توفيق على رسوبه وأصيب بعقدة من التمثيل عامة إلى أن جاءته برقية في العام التالي من زكي طليمات يقول له احضر فورًا، بعدما تقرر ضمه الى المعهد.
البداية مع الناس اللي تحت
التحق توفيق الدقن في بدايته بفرقة المسرح الحر لمدة سبع سنوات مع عبد المنعم مدبولي وكمال يس وشكري سرحان وصلاح منصور، قدمت الفرقة أول أعمالها مسرحية "الناس اللي تحت" تأليف نعمان عاشور، أتبعها مسرحية "عيلة الدوغري"، التحق بعدها عضوًا بالمسرح القومي وكانت أولى مسرحياته على خشبته "بداية ونهاية" عن قصة نجيب محفوظ.

أما قمة شهرة الفنان توفيق الدقن فكانت على مسرحيات الكاتب سعد الدين وهبة: السبنسة، سكة السلامة، المحروسة، كوبري الناموس، بير السلم، كما قدم للكاتب يوسف إدريس مسرحية "الفرافير" إخراج كرم مطاوع الذي كان قد راهن على نجاحه في المسرحية، أما آخر أعماله فكانت على مسرح القطاع الخاص في مسرحية "البلدوزر" مع سعيد صالح.
اختاره طه حسين لظهور الإسلام
جاءت انطلاقة توفيق الدقن إلى السينما مع فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951 عن قصة الدكتور طه حسين الذي اختاره بنفسه لتمثيل دور أحد الشهداء في الفيلم ـ خباب بن الأرت ـ الذي حفظ عمر بن الخطاب القرآن وبعده قدم مجموعة من الأفلام التي أدى فيها أشهر أدوار الشر منها: سر طاقية الإخفاء، ابن حميدو، بورسعيد، على باب الوزير، خلخال حبيبي، في بيتنا رجل، الشيطان يعظ، سعد اليتيم، الناصر صلاح الدين، البحث عن فضيحة، وفى عام 1985 قدم آخر أفلامه "ملف في الآداب ".

ويحكى توفيق الدقن عن بدايته السينمائية ويقول: قابلت المخرج إبراهيم عز الدين صدفة وقال لى عاوزك تقابلني في المساء في جمعية الشبان المسلمين، وهناك قابلت الدكتور طه حسين ووقعت يومها عقدًا لتمثيل فيلم "ظهور الإسلام"، وأصابني الغرور وتخيلت أني سأحطم شهرة الكبار الذين سبقوني، ومر بعدها أربعة أعوام لم يطلبني أحد في التمثيل، بعدها قدمني المخرج السيد زيادة في دورين تافهين بفيلمي "دلونى يا ناس" و"الناس مقامات"، ثم دور صغير بفيلم "أموال اليتامى" إخراج جمال مدكور، ثم فيلم أنا وحبيبي مع شادية إخراج كامل التلمساني.
في أواخر أيامه تحدث الفنان توفيق الدقن عن معاناته بعدما انتقد الكاتب محمود السعدني وجود الدقن في كثير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية في أدوار هامشية لا ترقى لقيمة توفيق الدقن، واتهمه بأنه لا يرفض عملًا يعرض عليه مهما كان ولا يجيد اختيار الأعمال التي يشارك فيها، فقال الدقن: من حقي على الدولة أن أعيش وليس من حقي أن استجدي أو أتسول أنا بقدم أعمال مشرفة ولست رقاص أو مهياص".