إثيوبيا تغلق المفيض بشكل تام، باحث: بحيرة سد النهضة ممتلئة والتدفقات أقل من النصف
سد النهضة، كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن غلق إثيوبيا للمفيض الجانبي لسد النهضة غلقًا تامًا، وتقوم بتشغيل عدد محدود من التوربينات، التي يصل عددها "13 توربين"، وتراجع منسوب بحيرة سد النهضة بنسبة محدودة، في الجزء الجنوبي منها.
الموقف الحالي لسد النهضة
وأكد هاني إبراهيم أن حجم التدفقات المارة من سد النهضة تتراوح من 140 إلى 180 مليون متر، وهو أقل من 50 %، مما ادعت إثيوبيا أنها سوف تقوم بتمريره، حيث تشير الأرقام إلى أن التمرير في الإطار الطبيعي لسياسة التشغيل، ينبغي أن يكون 285 مليون متر مكعب يوميًا.
وأوضح هاني إبراهيم أن إثيوبيا لا تلتزم حتى بما تقوم بالإدعاء بأنه سوف تنفذه، وهو نمط تنفرد به إثيوبيا، ويؤكد على أنها بعيدة تماما عن الالتزام.
وقال هاني إبراهيم عن الموقف الحالي لسد النهضة: "الموقف في السد الكارثي.. استمرار تشغيل عدد محدود من التوربينات مع غلق تام للمفيض الجانبي، وتراجع نوعي في منسوب البحيرة إلى نحو 638.85 متر، ولكنه مازال أعلى من منسوب إطار التشغيل الطبيعي للسد في الظروف الطبيعية".
وأكد هاني إبراهيم أن "منسوب البحيرة بتاريخ يوم 19 نوفمبر يقدر بنحو 638.85 متر، بسعة إجمالية 71.7 مليار متر مكعب، وفق مقارنة بين منسوب البحيرة بتاريخ اليوم وأيام أخرى".
وتابع هاني إبراهيم فقال: "لبيان مدى دقة المنسوب يتبين أن: منسوب اليوم أقل قليلًا من منسوب أيام 9 و14 نوفمبر.. وهي الأيام التي سجل فيها منسوب البحيرة نحو 639 مترا بسعة 72 مليار متر مكعب".
وأوضح هاني إبراهيم أنه “بينما يرتفع قليلًا في بداية البحيرة عن منسوب يوم 30 سبتمبر، والذي يقدر بنحو 638.80 متر، تم تدقيقه في الأول من أكتوبر تحديدًا، فيما يتراجع نوعيًا في الجزء الجنوبي للبحيرة، وهو أمر متعارف عليه نظرًا لظاهرة ارتداد البحيرة، التي تسجل منسوبا أعلى نوعيًا عن الطبيعي في البحيرة بنحو 20 -30 سم، والتي ترتفع حدتها خلال موسم الفيضان فيما تتراجع نوعيا مع قلة التدفقات الواردة إليها”.
وأضاف "وعليه يقدر منسوب البحيرة بنحو 638.85 متر، قد تنخفض 10 سم أو ترتفع بنفس المقدار كهامش خطأ مقبول".
حجم تدفق المياه المارة من سد النهضة
وعن حجم تدفق المياه المارة من سد النهضة، قال هاني إبراهيم: "فيما يتعلق بحجم التدفقات المارة من السد، ووفقًا لقياس منسوب النهر بالقرب من الحدود السودانية تبدو مرتفعًا نوعيًا عن يوم 9 نوفمبر، والذي شهد تدفق يقارب 140 مليون متر مكعب، وتنخفض نوعيًا عن يوم 1 نوفمبر القريب في التدفق من يوم 2 نوفمبر تدفق يقدر بـ180 مليون، وعليه يصبح التدفق يتراوح بين 140 إلى 180 مليون، وهو يعادل تشغيل 5 إلى 7 توربينات على الأكثر، من بين 13 توربين مفترض أن يتضمنهم السد الإثيوبي، أي بقدرة عمل لا تتجاوز 50 %".
وأكد هاني إبراهيم أن "التدفق الحالي يُعد أقل من 50 %، مما أدعت إثيوبيا أنها سوف تقوم بتمريره، بدعوى تنظيم تدفق النهر من خلال السد، حيث تشير الأرقام أن التمرير في الإطار الطبيعي لسياسة التشغيل، ينبغي أن يكون 285 مليون متر مكعب يوميًا، خلال نوفمبر، تمرير جزء مما تم حجزه خلال شهور الفيضان، ولكن ما يتم هو أقل من ذلك، وهو أمر يساهم في حفاظ إثيوبيا على منسوب مرتفع نوعيًا لبحيرة السد، وهو أمر له تبعات في الفترة القادمة في حال استمرار تلك السياسة وما لها من أضرار في كمية وتوقيت التمرير لاحقًا".
وأختتم هاني إبراهيم حديثه عن سد النهضة ومدى تنفيذ إثيوبيا لالتزاماتها، فقال: "من المفترض وفق سياسة التشغيل التي نشرتها إثيوبيا، في وقت سابق خلال ترويجها الدعائي عن ميزة السد في تنظيم التدفق، بتمرير ما هو أعلى من متوسط أكتوبر ونوفمبر قبل متغير السد، أن يكون منسوب البحيرة بتاريخ اليوم 636.50 متر، بينما حاليًا أعلى بنحو 2 متر، وكمية تعادل 3 مليارات متر مكعب في المتوسط؛ ووفقًا للواقع فالأمر يؤكد أن إثيوبيا لا تلتزم حتى بما تقوم بالادعاء بأنه سوف تنفذه وهو نمط تنفرد به إثيوبيا، ويؤكد على أنها بعيدة تماما عن الالتزام".