فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

توبيخ أهل النار، تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لآيات من سورة الطور

الشيخ محمد سيد طنطاوي،
الشيخ محمد سيد طنطاوي، فيتو

تناول الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لـسورة الطور، توبيخ المولى عز وجل لأهل النار، موضحا ما تقوله الملائكة لهم.

سورة الطور

قال تعالى: «أَفَسِحْرٌ هَٰذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (16)».

سورة الطور الآية 15
سورة الطور الآية 15

تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لآيات من سورة الطور 

قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: يقال لـأهل النار- أيضا- على سبيل التوبيخ والزجر: أَفَسِحْرٌ هذا، أي أفسحر هذا الذي ترونه من العذاب كما كنتم تزعمونه في الدنيا؟ أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ، أي: أم أنتم عمى عن مشاهدة العذاب المعد لكم فلا تبصرونه؟ لا، إن هذا العذاب ليس سحرا، ولستم أنتم بمحجوبين عن رؤيته، بل هو أمام أعينكم، ومهيأ لاستقبالكم، وهذه النار تناديكم.

 

توبيخ أهل النار

وتابع الشيخ طنطاوي: وملائكتنا تقول لكم: «اصْلَوْها» أي: ادخلوها، وقاسوا حرها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا أي: ادخلوها داخرين فاصبروا على سعيرها أو لا تصبروا، فهي مأواكم لا محالة. «سَواءٌ عَلَيْكُمْ» الأمران، الصبر وعدمه، لأن كليهما لا فائدة لكم من ورائه. فقوله: سَواءٌ عَلَيْكُمْ خبر لمبتدأ محذوف. أي: الأمران سواء بالنسبة لكم.

سورة الطور الآية 16
سورة الطور الآية 16

وأضاف طنطاوي: إِنَّما تُجْزَوْنَ في هذا اليوم عاقبة، ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى: في الدنيا. قال صاحب الكشاف: فإن قلت: لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله: إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟ قلت: لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع، لنفعه في العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء، ولا عاقبة له ولا منفعة، فلا مزية له على الجزع.

 

معلومات عن الشيخ محمد سيد طنطاوي

الدكتور محمد سيد طنطاوي هو شيخ الأزهر الأسبق، من مواليد عام 1928 في قرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، تعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، وعمل إمامًا وخطيبًا في وزارة الأوقاف عام 1960، وعقب حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسًا في كلية أصول الدين عام 1968.

تدرج في عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين في أسيوط، حتى انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسًا لقسم التفسير في كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية.

مؤلفاته

كان للشيخ محمد سيد طنطاوي عدة مؤلفات في علوم الدين والتفسير منها: التفسير الوسيط للقرآن الكريم، بنو إسرائيل في القرآن والسنة، معاملات البنوك وأحكامها الشرعية، الدعاء، السرايا الحربية في العهد النبوي، القصة في القرآن الكريم، آداب الحوار في الإسلام، الاجتهاد في الأحكام الشرعية، أحكام الحج والعمرة، الحكم الشرعي في أحداث الخليج، تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه، مباحث في علوم القرآن الكريم، العقيدة والأخلاق، الفقه الميسر، عشرون سؤالًا وجوابًا، فتاوى شرعية، المنهج القرآني في بناء المجتمع، رسالة الصيام، المرأة في الإسلام.