مصانع الطوب الأحمر في رشيد، تراث مستمر من الطين يتشكل بسواعد أبنائها (فيديو وصور)
تشتهر مدينة رشيد بمحافظة البحيرة بمصانع وورش الطوب الأحمر من قديم الأزل تلك المهنة والحرفة التي توارثت عبر الأجيال من الأجداد إلى الأحفاد رغم صعوبتها ومراحلها الكثيرة والمعقدة إلا انها أصبحت جزء اصيل وأساسي من حياة المواطن الرشيدي البحراوي.



مراحل تصنيع الطوب الأحمر، من الطمي للقوالب الحمراء
وأشار محمود غريب عامل بالمصنع أن عملية تصنيع الطوب الأحمر تتم على عدة مراحل مختلفة وأولها تجهيز المواد الخام بنسب معينة مثل الطمي وطين العلمين، ويتم إزلة الشوائب من الطين وإضافة مواد تسعد في خلط المكونات مثل الرمل للتحكم في قوام الطين.
ومن بعدها يقوم بخلط الطين والرمل معا والمياه باستخدام ألات وخلاطات حتى يصبح الخليط متجانسًا ومن بعدها يوضع الخليط في قوالب آلية ومكابس ميكانيكية تعمل على تشكيله بشكل الطوب الأحمر المعتاد.
وبعد ذلك تأتي مرحلة تجفيف القوالب حيث يتم ترتيب قوالب الطوب الأسمنتية بلونها الرصاصي في فناء واسع تمتص درجة حرارة الشمس لتجفيف في فترة تصل لعدة ايام لإزلة الرطوبة بنسبة كبيرة تصل إلى 80% قبل عملية الحرق ولا يحدث تشقق للطوب.


تجفيف تحت أشعة الشمس وبأفران تتجاوز الألف درجة
كما أضاف غريب أن بالنهاية تأتي عملية الحرق والتى تعتبر أخر مرحلة في صناعة الطوب ترص قوالب الطوب في أفران بدائية ويُحرق باستخدام الفحم أو الحطب وذلك في الأفران البدائية أما أفران المصانع تتعدى درجة الحرارة 1000 درجة سيليزية حتى يكتسب اللون الأحمر المعتاد، كما تساعد تلك الحرارة في تجفيف الطوب بشكل كامل من الرطوبة كما تسمى بالدخنة البيضاء، ثم يترك الطوب للتبريد داخل غرف الأفران لعدة أيام ومن بعدها يتم فرزه حسب الجودة واللون حتى بيعه لأغراض البناء.
تراث صناعي متجدد رغم تحديات الزمن
في مهنة صناعة الطوب الأحمر وبين وهج الأفران ووهج الشمس، تظل ورش ومصانع الطوب في مدينة رشيد في محافظة البحيرة شاهدًا حيًا على إرث من الصبر والكفاح، والتي ما زالت تشكل علامة مميزة في هوية المحافظة وركيزة أساسية في اقتصادها المحلي.