هند رستم، رجال في حياة "أيقونة الإغراء" وهذا سر عدم كتابة مذكراتها وإنتاج سيرتها فنيا
هند رستم ، الملكة، فنانة جميلة من الزمن الماضي، هي الممثلة الشقراء التي وصفت بـ مارلين مونرو الشرق، اشتهرت وبرعت في أدوار الإغراء حتى وصفتها الصحافة بملكة الإغراء والأدوار الساخنة لكنها رفضت هذا الوصف، في المقابل وصفها الأديب عباس العقاد بملكة التعبير، رحلت عام 2011.
ولدت ناريمان حسين مراد رستم الشهيرة بـ هند رستم عام 1931 بحي محرم بك بالإسكندرية لأب من أصل تركي يعمل ضابطًا في الشرطة، عاشت طفولة هادئة، درست بمدرسة راهبات، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946 ودرست بالمدرسة الألمانية بباب اللوق ومنها إلى مدرسة الفرنسيسكان.
أزهار وأشواك كانت البداية
لم يكن في تخطيط مستقبلها أن تصبح ممثلة لكن جاءها التمثيل بالصدفة عام 1949، عن طريق إحدى صديقاتها ظهرت هند رستم كومبارس لمدة دقيقتين فقط في فيلم "أزهار وأشواك" الذي مثلت فيه شادية أيضًا لأول مرة كومبارسًا.
أحد أدوار الإغراء
عن وصفها بملكة الإغراء تقول هند رستم: أنا لم أختر اسم ملكة الإغراء بل المخرجين هم الذين اختاروا ثم الجمهور، وأنا أكره هذا اللقب كثيرًا لكن منه لله الصحفي مفيد فوزي هو الذي أطلق عليَّ هذا اللقب وانتشر تبعًا لذلك، لقد مثلثُ أكثر من مائة فيلم منها ثمانية أفلام فقط يمكن أن يقال عن أدواري فيها أدوار إغراء ومنها وأهمها “باب الحديد”.
كانت النقلة الكبرى حين اختارها المخرج حسن الإمام لدور ثانوي في فيلم "الجسد" عام 1954 تبعته أفلام: العقل في إجازة بعد زواجها من المخرج حسن رضا، لا أنام، ابن حميدو، إسماعيل يس في مستشفى المجانين.
وصفها العقاد بملكة التعبير
وصفها الأديب عباس محمود العقاد بقوله: أنت نجمي المفضل وقد اكتشفت الآن أن الحقيقة أروع من الخيال، وأنا أهنئك بالموهبة الطبيعية والوجه المعبر، فأنت في رأيي لست ملكة الإغراء لكنك ملكة التعبير.
هنومة في باب الحديد
وفي عام 1958 كان العرض الأول لفيلم "باب الحديد" بالقاهرة، بطولة هند رستم الذي اختير ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، أخرجه يوسف شاهين ويحكي الفيلم قصة بائع الجرائد الأعرج "قناوي" في محطة مصر التي كانت تسمى باب الحديد، يعيش قناوي مع هلاوسه وخيالاته في حجرة ضيقة يملأ جدرانها بصور الممثلات والنساء الجميلات المنزوعة من الصحف والمجلات ويقع في غرام "هنومة" بائعة المياه الغازية وهي مخطوبة لـ"أبو سريع" العتال بنفس المحطة ويقوم بدوره الفنان فريد شوقي.
أدوار البطولة
وصلت الفنانة هند رستم إلى قمة تألقها في فيلم "صراع في النيل" بمشاركة أشهر نجمين في أواخر الخمسينيات هما عمر الشريف ورشدي أباظة إخراج عاطف سالم، أما فيلم "رد قلبي" عن قصة يوسف السباعي وهو فيلم يعبر عن الثورة، وشاركت هند رستم في البطولة وكانت البطولة جماعية مع مريم فخر الدين وأحمد مظهر وشكري سرحان وحسين رياض من إنتاج آسيا وسيناريو وإخراج عز الدين ذو الفقار، ونجح الفيلم بكل ممثلينه نجاحًا كبيرًا، وفي عام 1967 قامت هند رستم ببطولة فيلم "الخروج من الجنة" عن قصة توفيق الحكيم وإخراج محمود ذو الفقار.

تعرضت الفنانة هند رستم لشائعات زواج كثيرة وكلما مثلت أمام أحد النجوم في فيلم دارت الشائعات بزواجها بهذا النجم، زوجوها الفنان أحمد مظهر بطل فيلم رد قلبي، أيضًا قيل إن هند رستم تجري وراء عبد المنعم الخادم زوج الراقصة تحية كاريوكا وتطارده وقد قامت تحية كاريوكا بمحاربتها ومهاجمتها في الصحف ومنع التعامل معها، أيضًا ربطت الشائعات بينها وبين المخرج حسن الإمام مكتشفها في فيلم بنات الليل.
حياتي عذاب كتب النهاية
وفي عام 1979 عرض فيلم “حياتي عذاب” إخراج علي رضا بطولة ملكة الإغراء هند رستم وعماد عبد الحليم فكان آخر ظهور لها في السينما حيث أعلنت اعتزالها بمجرد الانتهاء من تصوير هذا الفيلم وذلك بعد زواجها أستاذ أمراض النساء الشهير الدكتور محمد فياض.
وعن هذا الزواج تقول هند رستم: تزوجنا زواجًا تقليديًّا بعد أن تعرفت عليه في شهر واحد لإحساسنا بالتقارب في الأفكار بالإضافة إلى أخلاقه وأدبه الزائد عن اللزوم وهو كريم بمعنى الكلمة ورمز للطبيب الإنسان تعلمت منه الهدوء وطولة البال حيث أعانني في تربية ابنتي الوحيدة.

بالرغم من الأحداث الكثيرة والسنوات الطويلة الـ 79 التي عاشتها هند رستم حتى الرحيل فإنها رفضت كتابة مذكراتها وإنتاج سيرتها فنيًّا، وتبرر ذلك بقولها “في رأيي لكي يتم تقديم عمل فني عن حياة فنان أو فنانة لا بد أن يكون في حياتها حدث هام وأحداث مثيرة للجدل تستحق المناقشة، وأنا لا أملك هذه الأحداث ولذلك فلا أحب أن يقدم عملًا فنيًّا عني".