بعد مسلسل كارثة طبيعية، ما مدى أمان الحمل بسبعة توائم على الأم والأجنة؟
يقدم الفنان محمد سلام مسلسله الجديد "كارثة طبيعية"، وهي قصة تبدو خيالية.. زوجة تضع سبعة توائم دفعة واحدة، إلا أن المسلسل يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية حول مدى واقعية هذه الحالة وحدوث حمل سيدة في سبعة توائم، والأخطار التي قد تتعرض لها الأم والأجنة في مثل هذه الحالات النادرة.
مسلسل “كارثة طبيعية”
في المسلسل، يجد البطل نفسه في قلب أزمة غير مسبوقة، تتبدل حياته رأسا على عقب بمجرد سماع خبر الحمل، لتبدأ رحلة من المفاجآت ومعرفة الحمل المتعدد.
من جانبه قال الدكتور يحيى دوير، استشاري أمراض النساء والتوليد: إن الحمل بسبعة توائم من الحالات الطبية بالغة الندرة والتعقيد، ويصنف ضمن فئة الحمل عالي الخطورة، لما يحمله من تحديات هائلة للأم والأجنة معًا.
كلما زاد عدد الأجنة داخل الرحم، تضاعفت الأعباء الفسيولوجية على الأم
يقول الدكتور دوير في تصريحات خاصة لـ"فيتو": كلما زاد عدد الأجنة داخل الرحم، تضاعفت الأعباء الفسيولوجية على الأم، وارتفعت احتمالات المضاعفات لكل من الأم والمواليد.
وأكد أن الحمل بسبعة توائم يتطلب رعاية دقيقة تحت إشراف فريق طبي متكامل يضم اختصاصيين في النساء والتوليد، وطب الأجنة، والتغذية والعناية المركزة، ورغم أن العلم أتاح اليوم وسائل أفضل للمتابعة والدعم، فإن مثل هذا الحمل يظل تحدي طبي يحتاج إلى متابعة شبه يومية
الحمل المتعدد يستنزف قدرات الجسم
وأشار إلى أن الرعاية الطبية في هذه الحالات لا تقتصر على المتابعة الدورية، بل تشمل تقييمًا مستمرًا لحالة المشيمة، وتدفق الدم للأجنة، وحالة الرحم، ووظائف أعضاء الأم الحيوية مثل الكبد والقلب والكلى.
فالحمل المتعدد إلى هذا الحد يستنزف قدرات الجسم إلى أقصى درجة ممكنة.
وأوضح دوير أن هذه الحالات تتطلب أحيانًا دخول الأم إلى المستشفى لفترات طويلة قبل الولادة، خصوصًا مع اقتراب الأشهر الأخيرة من الحمل، لمراقبة ضغط الدم، وتجنب تسمم الحمل، ومتابعة المؤشرات الحيوية للأجنة بشكل مستمر.
هل يستمر الحمل بسبعة توائم؟
هل يمكن أن يستمر الحمل بسبعة توائم حتى الشهر التاسع؟ يجيب الدكتور يحيي دوير: «من الناحية العلمية، استمرار الحمل بسبعة توائم حتى الشهر التاسع أمر نادر للغاية، ففي الغالب تحدث الولادة في الشهر السادس أو السابع، إذ لا يستطيع الرحم تمدد واحتواء لهذا العدد الكبير من الأجنة لفترة طويلة.
كما أن المشيمة في هذه الحالات تُستنزف مبكرًا، ويزداد الضغط على الدورة الدموية للأم، مما يدفع الجسم طبيعيًا نحو الولادة المبكرة. لذلك، يكون الهدف الطبي هو الوصول إلى أقصى عمر حملي ممكن مع الحفاظ على سلامة الأم والأجنة».
الولادة المبكرة شبه حتمية
وأكد أن الولادة المبكرة في مثل هذه الحالات شبه حتمية، وغالبًا ما تتم عبر عملية قيصرية دقيقة داخل غرفة مجهزة بفريق طبي متكامل، يضم أطباء أطفال حديثي الولادة وعناية مركزة.
ويضيف: كل جنين من هؤلاء السبعة يحتاج إلى رعاية خاصة بعد الولادة، خصوصًا أن وزنهم يكون منخفضًا جدًا مقارنة بالمواليد الطبيعيين، ما يجعلهم عرضة لصعوبات في التنفس ومشكلات في النمو المبكر
وأشار الدكتور دوير إلى أن العوامل النفسية للأم لا تقل أهمية عن الجوانب الجسدية، إذ تواجه المرأة في هذه الحالة قلقًا متواصلًا ومخاوف متعددة حول سلامة الأجنة، مما يتطلب دعمًا نفسيًا مستمرًا من الأسرة والفريق الطبي على حد سواء.
وشدد على أن النجاح في الحفاظ على حياة الأم والأجنة في مثل هذه الظروف إنجازًا طبيًا وإنسانيًا كبيرًا، مؤكدا أن كل يوم إضافي تقضيه الأم في حمل الأجنة داخل الرحم، مهما بدا بسيطا، يمثل فرقا هائلًا في فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة بصحة جيدة.