فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

الدكتورة شهيرة محرز موسوعة الفن الاسلامي

أستاذة العمارة الاسلامية، ومصممة أزياء تراثية، وصاحبة موسوعة عن الآثار والفنون، ولها تلاميذ اساتذة بالجامعات تقلدوا أعلي المناصب العلمية.. استنكرت الدكتورة شهيرة محرز منذ نعومة أظافرها أن تلهث وراء صيحات الموضة الاوروبية مثل بنات جيلها.. 

فاختارت الأزياء الوطنية التقليدية المرتبطة بهوية مصر وجذورها الممتدة عبر التاريخ، وتنقلت بين ربوعها الطيبة من سيناء إلي النوبة، ومن الواحات إلي الصعيد لتؤكد هويتنا الأصيلة..


تمتلك العالمة المصرية الأصيلة الدكتورة شهيرة محرز، مفاتيح علم الآثار والفنون الاسلامية والحضارة الحية التي عاشت ولا زالت شامخة بين الأمم، كالعمارة، وفنون الزخرفة والخط العربي والفنون التطبيقية والانماط الهندسية، وسمات المساجد والقصور والمدن والتحصينات والتصميمات المختلفة كالقباب والمأذن والاروقة، وتستطيع تمييز عصورها وملامحها بمجرد نظرة واحدة منها!


حكي لي صديقي العالم الجميل الدكتور ماجد نجم (الرئيس السابق لجامعة حلوان وكان من قبل عميدا لكلية السياحة والآثار)، أنه كان تلميذا للدكتورة شهيرة محرز، وكان مع باقي اقرانه وزملائه بالكلية يعملون لها ألف حساب، لشخصيتها القوية، وعلمها الغزير، وحزمها وانضباطها.. 

ومع ذلك كانت حنونة ولا تبخل باجابتها علي أي سائل؛ ودرست له بالكلية علم الأثار والفنون الاسلامية، ولا يستطيع أي طالب أن يفلت من امتحاناتها الصعبة والدقيقة إلا إذا كان مذاكرا ومستواه العلمي والدراسي عالي!


وبجانب تخصصها الفريد في الآثار والفنون الاسلامية كعالمة موسوعية، فلها أيضا كتبا مرجعية كان آخرها كتابها الأنيق الذي صدر بالعربية والانجليزية تحت عنوان: (الأزياء المصرية.. التراث المفقود)..


الكتاب صدر بالتعاون مع المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، وأقيمت فعالية في المتحف القومي للحضارة المصرية لهذه المناسبة، قدمت خلالها شهيرة محرز محاضرة عن الكتاب، الأزياء المصرية: التراث المفقود.. 

 

هو كتاب كتبته شهيرة محرز بعد بحث دام لعقود من الزمن. هذا العمل يتألف من 4 مجلدات، ويوثق بعناية كبيرة أصول ملابس ومجوهرات النساء المصريات التي لم تُسجل من قبل، والكثير منها إندثر في التاريخ. 

 

أول كتاب من هذه السلسلة، تسلط أنماط الأزياء للنساء الضوء على حقيقة مهمة: وهي أن بغض النظر عن المسافات الجغرافية، والاختلافات الدينية والعرقية، ومرور الآلاف من السنين والحضارات المتعاقبة، كان النوبيون وفلاحو وادي النيل والبدو وسكان الواحات، سواءً كانوا مسيحيين أو مسلمين، كلهم جزء من نفس التراث المشترك. دمجت الرموز القديمة والجديدة في تقليد واحد، يحدد هوية مصرية متنوعة ومتناغمة.


هذا التقليد يقدم دليل قوي وواضح على وحدة البلاد، ويثبت أن هذه المجتمعات المتنوعة كانت دائمًا جزءًا من وطن متعدد الثقافات ومتعدد الأصول عبر التاريخ. فشهيرة محرز حاصلة على درجة الماجيستير فى الفن الاسلامي. 


بدأت قبل أن تتم سن العشرين من جمع الفساتين والعباءات والجلاليب النسائية من القرى في أنحاء الجمهورية وبيعهم في منزلها.. بعدها تولت مشروع التطريز بالعريش بمحافظة سيناء، والذي أسسه جماعة من الامريكان والكنديين التابعين لكنيسة المانويت، لمساعدة النساء البدويات غيرالعاملات وغير المتعلمات منهن.
 

أصبحت شهيرة محرز مديرة المشروع عام 1981، ومنذ ذلك الوقت توسع المشروع ليتضمن الكثير من المدن والقرى الساحلية فى شمال سيناء. المشروع الذى بدأ في عام 1987 بـتشغيل 500 إمراة، وصل عدد العاملات به من النساء والبنات في عام 2013 إلى 1200، واللاتي يعملن إما من المنزل أو من ورش عمل المشروع.

تصرح شهيرة أن دمج مهارات النساء مع التقاليد خلق شكل جديد للتطريز بمشروع التطريز بالعريش، والذي بالتبعية جعل المهارات والتقاليد المحلية على قيد الحياة.