دراسة حديثة: الرياضة تخفف من أعراض الاكتئاب والقلق
أفادت دراسة حديثة نشرت في مجلة "Brain Medicine" بأن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في تخفيف بعض الآثار السلبية لنظام غذائي غير صحي على أعراض مشابهة للاكتئاب، وأظهرت الدراسة أن التمارين الرياضية ساهمت في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق التي يسببها نظام غذائي غني بالدهون والسكريات.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن التمارين قد تخفف من آثار النظام الغذائي غير الصحي على المزاج من خلال تطبيع مستويات الهرمونات الأيضية، مثل الأنسولين والليبتين، وتخفيف التدهور في بعض المستقلبات التي تنتجها ميكروبيوم الأمعاء (بكتيريا الأمعاء).
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، البروفيسور إيفون نولان، أستاذة التشريح وعلم الأعصاب في كلية جامعة كورك: "توفر نتائجنا دليل مهما على المفهوم القائل بأن الرياضة يمكن أن تخفف بعض الآثار العقلية المرتبطة بـالنظام الغذائي غير الصحي، وتشير إلى مسارات بيولوجية محددة متضمنة"

النظام الغذائي والمشكلات الصحية
أدى سهولة الوصول إلى الأطعمة فائقة المعالجة والغنية بالسكريات والدهون المشبعة إلى زيادة كبيرة في السمنة وغيرها من حالات الأيض، ويتفاقم هذا الانتشار بسبب قلة النشاط البدني وأنماط الحياة الخاملة.
والتغيرات الأيضية المرتبطة باستهلاك هذا النوع من الحمية عالية السكر والدهون ترتبط أيضا بزيادة خطر الإصابة بحالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
النظام الغذائي عالي الدهون والسكر يمكن أن يغير المسارات التي تشمل الهرمونات الأيضية، بما في ذلك الليبتين والأنسولين، بالإضافة إلى تكوين وأيض ميكروبيوم الأمعاء، ويرتبط استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بانخفاض تنوع ميكروبيوم الأمعاء وإنتاج مستقلبات ميكروبية تزيد من الالتهاب وتغير وظائف الدماغ.
تأثير التمارين على السلوكيات الشبيهة بالاكتئاب
أظهرت النتائج أن النظام الغذائي غير الصحي، تسبب في زيادة الوزن وكتلة الدهون عند الأشخاص الخاملين، بينما أدت التمارين إلى زيادة أقل في الوزن وكتلة الدهون لمن اتبعت نفس النظام، كما أظهر الأشخاص الخاملين زيادة في أعراض الاكتئاب، وتم تخفيف هذه الآثار بالتمارين، وساهمت التمارين أيضا في تقليل السلوكيات الشبيهة بالقلق وحسنت بشكل متواضع التعلم المكاني في كلتا المجموعتين الغذائيتين.
تأثير التمارين على الهرمونات والمستقلبات
في نهاية فترة الدراسة، قام الباحثون بقياس مستويات الهرمونات الأيضية في عينات الدم، وجدوا أن النظام الغذائي زاد من مستويات الأنسولين والليبتين، وفي المقابل، ساعدت التمارين في تطبيع مستويات الأنسولين والليبتين.
وجد الباحثون أن النظام الغذائي قلل مستويات ثلاثة مستقلبات (الأنسيرين، إندول-3-كربوكسيلات، وديوكسينوسين) في كلتا المجموعتين الخاملة والممارسة للتمارين، إلا أن التمارين ساعدت في تقليل هذا التدهور في المستقلبات، وتعرف هذه المستقلبات بأنها تعدل الجهاز العصبي، حيث يمتلك الأنسيرين خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، ويعتقد أن له دور في تقليل أعراض الاكتئاب وتحسين الوظيفة الإدراكية، كما قد تلعب مستويات الديوكسينوسين والإندول-3-كربوكسيلات دور في تنظيم المزاج والاكتئاب.