برد المعدة، الأسباب والأعراض وطرق العلاج
يعرف التهاب المعدة والأمعاء بأنه تهيج والتهاب يصيب المعدة والأمعاء، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض تشمل آلام البطن، والتشنجات، والغثيان، والقيء، والإسهال، ويشيع استخدام مصطلح "أنفلونزا المعدة" للإشارة إلى التهاب المعدة والأمعاء الناتج عن عدوى فيروسية، إلا أنه لا يرتبط بـ فيروس الإنفلونزا الذي يؤثر على الجهاز التنفسي العلوي.
الأسباب الرئيسية لانفلونزا المعدة
يحدث الالتهاب عادة كرد فعل من الجهاز المناعي لعدوى فيروسية أو بكتيرية، ومع ذلك، يمكن أن ينجم التهاب المعدة والأمعاء أيضا عن عدوى فطرية أو طفيلية، أو تهيج ناتج عن مواد كيميائية، وفقًا لموقع “WebMD” الطبي.

تعد الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعا، وعلى رأسها:
الفيروس النورووي: شديد العدوى وينتشر بسرعة وسهولة. تبدأ الأعراض بعد حوالي 12 إلى 48 ساعة من التعرض وتستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، ويبقى المصاب معديا لمدة تصل إلى أسبوعين بعد التعافي.
الفيروس العجلي: يصيب البالغين والأطفال، لكن الأعراض تكون أشد لدى الأطفال، وقد تسبب لهم جفاف حاد، وتبدأ أعراضه بعد يوم إلى ثلاثة أيام وتستمر من خمسة إلى سبعة أيام، ويبقى المصاب معديا لبضعة أيام بعد تحسن حالته.
الفيروس النجمي: يسبب عادة عدوى خفيفة مصحوبة بإسهال مائي. وتنتشر العدوى بشكل خاص بين الأطفال دون سن الخامسة، والبالغين في سن 65 فما فوق، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتبدأ أعراضه بعد حوالي 4-5 أيام وتستمر من يوم إلى أربعة أيام.
الفيروس الغدي: على الرغم من أنه يسبب غالبا أعراضًا تنفسية (سعال، سيلان بالأنف، حمى)، إلا أنه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل في المعدة، وهو أكثر شيوعا بين الأطفال دون سن الخامسة، وقد تستغرق الأعراض من 3 إلى 10 أيام للظهور، وقد يستمر المرض لمدة تصل إلى أسبوعين.
كما يمكن أن تتسبب البكتيريا، مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والعطيفة والشيغيلا، في الإصابة، رغم أنها أقل شيوعا من الفيروسات، وتنتقل هذه البكتيريا غالبا عبر الدواجن غير المطهوة جيدا، أو البيض، أو المياه والطعام الملوثين، أو عن طريق الاتصال الشخصي، خاصة في مراكز الرعاية النهارية.
وتشمل الأسباب الأقل شيوعا الطفيليات التي تنتقل عبر حمامات السباحة والمياه الملوثة، وبعض المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة في مياه الشرب، وتناول كميات كبيرة من الأطعمة الحمضية، والسموم الموجودة في بعض المأكولات البحرية، بالإضافة إلى تأثير بعض الأدوية كالمضادات الحيوية ومضادات الحموضة والملينات وعقاقير العلاج الكيميائي.
مراحل وأعراض برد المعدة
تظهر أعراض التهاب المعدة والأمعاء في الغالب دون إنذار، وتبدأ عادة بالغثيان والتشنجات والإسهال والقيء المتكرر، وتتطور الأعراض الأخرى لاحقا لتشمل ألم البطن، وفقدان الشهية، والقشعريرة، والإرهاق، وآلام الجسم، والحمى.
بسبب القيء والإسهال، يكون المصاب عرضة للجفاف، وتشمل علامات الجفاف: جفاف الجلد والفم، والشعور بالدوار أو خفة الرأس، والعطش الشديد.
وتعتمد مدة المرض على المسبب:
التهاب المعدة والأمعاء الحاد: يستمر حوالي 14 يوما.
التهاب المعدة والأمعاء المستمر: يستمر ما بين 14 و30 يوما.
التهاب المعدة والأمعاء المزمن: يستمر أكثر من 30 يومًا.
مراحل الالتهاب الفيروسي
يمر التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي بأربع مراحل عامة:
ملامسة الفيروس لأول مرة.
الفترة التي يستغرقها الفيروس لإصابة الخلايا والتكاثر، وتستمر عادة من يوم إلى 10 أيام.
استجابة الجهاز المناعي وظهور الالتهاب والأعراض، وقد تستمر من يوم إلى 14 يوم.
تراجع الأعراض، وقد يبقى الشخص معديا لمدة تصل إلى أسبوعين بعد الشعور بالتحسن.
فئات أكثر عرضة للإصابة
يمكن لأي شخص أن يصاب بالمرض، ولكن تزداد احتمالية الإصابة لدى:
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما أو تقل عن 6 سنوات.
- المقيمين أو العاملين في دور الرعاية والمستشفيات.
- العاملين أو المرتادين لمراكز رعاية الأطفال والمدارس.
- المسافرين إلى الخارج في مناطق ترتفع فيها معدلات العدوى.
- متناولي الأسماك أو اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدا.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
التهاب المعدة والأمعاء والحمل
يعد التهاب المعدة والأمعاء شائعا أثناء الحمل، حيث تصاب به حوالي 30% من الحوامل، وفي حال إهمال العلاج، قد يسبب الجفاف الذي يمكن أن يؤدي إلى ولادة مبكرة. يجب على الحامل التواصل مع الطبيب فورا إذا لم تتمكن من الاحتفاظ بالسوائل الصافية.
العلاج من برد المعدة
في معظم الحالات، يتحسن المرض تلقائيا في غضون أيام قليلة، ولا يحتاج إلى علاج محدد، ويتركز العلاج على الراحة، وتناول السوائل للحفاظ على الترطيب، والأطعمة الخفيفة.
الترطيب والأدوية
يجب شرب أكبر قدر ممكن من السوائل الصافية، وتناول الأطعمة سهلة الهضم والغنية بالشوارد مثل عصائر الفاكهة والمثلجات والشوربات والمقرمشات المملحة.
وقد يصف الطبيب أدوية مضادة للغثيان، أو مضادة للإسهال، ما لم يكن الإسهال دموي أو مصحوب بحمى، أو حدث مؤخرا استخدام للمضادات الحيوية.
المضادات الحيوية لا تعالج التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، ونادرا ما تستخدم للبكتيري ما لم يقرر الطبيب ذلك بناء على الفحوصات.
بعد تحسن الأعراض، ينصح بالعودة التدريجية إلى النظام الغذائي العادي، بدءا بالأطعمة الخفيفة مثل الموز والأرز والخبز المحمص والدجاج، وتجنب منتجات الألبان والكافيين والكحول حتى الشفاء التام.
التعامل مع الأطفال
الأطفال والرضع معرضون للجفاف بسرعة بالغة، ويجب اصطحابهم إلى الطبيب فورا عند ظهور علامات الجفاف مثل: البقعة اللينة الغائرة على رأس الرضيع، وغؤور العينين، وجفاف الفم، وغياب الدموع أثناء البكاء، وانخفاض كمية البول، والخمول، والتهيج، وينصح بإعطاء الأطفال محاليل الإماهة الفموية، وتجنب المشروبات الغنية بالكافيين والسكر التي قد تزيد الإسهال سوء (مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة والشاي المحلى).
لا ينصح عادة بإعطاء الأطفال دون سن الخامسة أدوية دون وصفة طبية للسيطرة على القيء، أو للأطفال دون سن الثانية عشرة للسيطرة على الإسهال ويرفض بعض الأطباء وصفها لمن هم دون الثامنة عشرة.