فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير بالشأن الإفريقى يكشف تداعيات تزايد نفوذ الدعم السريع في دارفور على الأمن الإقليمي

الدكتور محمد رشوان،
الدكتور محمد رشوان، فيتو

قال الدكتور محمد رشوان، المتخصص بالشأن الافريقى: إن الساحة السودانية تشهد تصعيدًا خطيرًا بعد اقتحام قوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، لمحلية أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، في خطوة جديدة تعكس هشاشة الوضع الأمني وتزايد تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في إقليم دارفور.. هذا التطور يأتي في وقت تتواصل فيه المعارك للسيطرة على مناطق استراتيجية، أبرزها مدينة الفاشر، التي تمثل بوابة حيوية تربط بين غرب السودان ووسطه، وتُعد مركز الثقل في الإقليم.

 

 تمدد قوات الدعم السريع نحو الفاشر يحمل أبعادًا استراتيجية تهدد وحدة السودان

وقال رشوان، فى تصريح لـ"فيتو": لا يمثل تمدد قوات الدعم السريع نحو الفاشر ومناطق شمال كردفان مجرد تحرك ميداني، بل يحمل أبعادًا استراتيجية تهدد وحدة السودان وأمنه القومي، خصوصًا في ظل انحسار سلطة الدولة وتراجع قدرات الجيش في مناطق واسعة من الغرب، حيث أكد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن سقوط الفاشر – إن حدث – "لن يعني التسليم بمستقبل الإقليم لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد"، داعيًا إلى التمسك بخيار السلام ورفض منطق السلاح كوسيلة لحسم الخلافات.

 

المخاطر لا تقتصر على الداخل السوداني فقط

وواصل حديثه، قائلا: المخاطر لا تقتصر على الداخل السوداني فقط، إذ تشير التحليلات إلى أن تزايد نفوذ الدعم السريع في دارفور قد يُحدث تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي، لاسيما على الحدود السودانية – المصرية، حيث يُخشى من ارتفاع وتيرة التهريب، وتدفق اللاجئين، واحتمالات التوتر العسكري العابر للحدود، وهو ما يتطلب تحركًا استباقيًا من القاهرة والخرطوم لتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي المشترك.

استمرار المواجهات الحالية يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة

وتابع الدكتور محمد رشوان، المتخصص بالشأن الأفريقي، أنه مما لا شك فيه  أن استمرار المواجهات الحالية يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة، أبرزها تفكك الدولة السودانية وتحوّل دارفور إلى بؤرة صراع مفتوح بين الميليشيات، الأمر الذي قد يُشعل موجات جديدة من العنف العرقي والنزوح الجماعي، ويزيد من أعباء الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا في الإقليم.

وفي هذا السياق، تتطلب المرحلة الراهنة تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا يقوده الاتحاد الإفريقي ودول الجوار، وعلى رأسها مصر وتشاد وجنوب السودان، لإعادة إطلاق مسار سياسي شامل يضمن وقف إطلاق النار الدائم ودمج القوات المسلحة تحت مظلة وطنية واحدة. كما يجب العمل على دعم المجتمعات المحلية في دارفور بمشروعات إنمائية وإنسانية عاجلة تُعيد الثقة في مؤسسات الدولة وتُضعف نفوذ المجموعات المسلحة.

واضاف: إن استقرار السودان هو شرط أساسي لاستقرار الإقليم بأسره، ومن ثم فإن الحفاظ على وحدة الدولة السودانية واحتواء تمدد الفوضى في دارفور يُعدّ مصلحة استراتيجية لمصر ودول الجوار الإفريقي كافة. ومن هنا، يظل التنسيق السياسي والأمني بين القاهرة والخرطوم حجر الزاوية في أي مقاربة واقعية لمنع انزلاق الأوضاع نحو سيناريوهات أكثر تعقيدًا تهدد الأمن القومي والإقليمي.