فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس يترأس الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي

البابا تواضروس
البابا تواضروس

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي في مركز لوجوس بوادي النطرون.

 

البابا تواضروس: مؤتمر مجلس الكنائس العالمي يهدف لترسيخ المحبة وليس توحيد العقائد

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي السادس الذي تستضيفه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، لا يستهدف توحيد الكنائس بل إقامة علاقات محبة وتفاهم بين جميع الكنائس في العالم، مشددًا على أن القضايا العقائدية مكانها الحوارات اللاهوتية الرسمية بين الكنائس.

وقال قداسة البابا تواضروس الثاني إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستضيف لأول مرة مؤتمر لجنة الإيمان والنظام التابعة لمجلس الكنائس العالمي، وهو المؤتمر السادس خلال مائة عام، ويُعقد لأول مرة في كنيسة شرقية إفريقية، مشيرًا إلى أن أعماله ستضم نحو ٥٠٠ مشارك من ١٠٠ دولة حول العالم.

وأوضح أن المؤتمر سيُعقد على مرحلتين: الأولى دراسية بدأت في ١٢ أكتوبر الجاري بمشاركة ١٥٠ شخصا، والثانية أكاديمية تنطلق يوم الجمعة المقبل بمشاركة ٣٥٠ باحثًا، حيث تُقدم أوراق بحثية أكاديمية تتناول موضوع "استعادة روح مجمع نيقية" من منظور كنسي معاصر، مؤكدًا أنه مؤتمر علمي وليس حوارًا لاهوتيًا.

وأضاف البابا تواضروس الثاني أن اختيار مصر لاستضافة المؤتمر يحمل رمزية تاريخية عميقة، لأن مجمع نيقية الأول الذي انعقد عام ٣٢٥م جاء لمناقشة بدعة آريوس التي نشأت على أرض مصر، قائلًا: "استضافة المؤتمر تكريم للقديسين البابا ألكسندروس والبابا أثناسيوس الرسولي اللذين قادا الكنيسة في مواجهة البدعة، ومن مصر نُكرم تاريخهما بأن نجمع كنائس العالم للاحتفال بإيماننا القويم".

الحوارات اللاهوتية الرسمية

وأشار قداسة البابا تواضروس الثاني إلى أن أهم قرارات مجمع نيقية كانت حرمان آريوس ووضع قانون الإيمان النيقاوي المستمد من الكتاب المقدس، والذي يتلوه المؤمنون في الصلاة حتى اليوم، كما كُلّف بابا الإسكندرية بتحديد موعد عيد القيامة للمسكونة كلها، وهو ما يعكس الدور التاريخي لكنيسة الإسكندرية في وحدة التقويم الكنسي.

وأكد البابا تواضروس أن للكنيسة القبطية مسارين في تعاملها مع الكنائس الأخرى، الأول هو إقامة علاقات محبة وتعاون، والثاني هو الحوارات اللاهوتية الرسمية التي تُدار بمعرفة المجمع المقدس، موضحًا أن الكنيسة القبطية تُجري حوارات منتظمة مع الكنيسة الروسية والكاثوليكية والبيزنطية بهدف فهم أعمق للتاريخ والعقيدة والتقاليد.

وقال قداسة البابا تواضروس الثاني: "كنيستنا القبطية كنيسة أم، ثابتة وراسخة كالجبل، وهي معلمة المسكونة بحياتها وتعاليمها وشعبها الحي، لذلك نحن لا نبحث عن وحدة شكلية بل عن وحدة المحبة التي تُبنى على الاحترام المتبادل".

واختتم البابا تواضروس الثاني حديثه بالتعبير عن سعادته باستضافة هذا الحدث التاريخي قائلًا: "نرحب بكنائس العالم على أرض مصر، في دير القديس الأنبا بيشوي الذي يعود للقرن الرابع، ليعرف الجميع عن قرب أصالة الكنيسة القبطية وتاريخها العريق، فهذا المؤتمر مناسبة روحية وعلمية تُظهر وجه مصر الكنسي المضيء أمام العالم".