فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من هو مرشح المال السياسي؟

مع كل موسم انتخابي، يتداول مصطلح مرشح المال السياسي، وهو مصطلح يشير إلى نوع من المرشحين الذين يعتمدون على أموالهم ونفوذهم المالي كوسيلة أساسية للوصول إلى مقعد البرلمان، بعيدًا عن الكفاءة أو البرامج الانتخابية الحقيقية.

رشاوى انتخابية لجذب الناخبين

مرشح المال السياسي هو ذلك الشخص الذي يوظّف المال لخدمة طموحه الانتخابي، فينفق ببذخ على حملاته، ويقدّم رشاوى انتخابية ووعودًا بهدايا وتبرعات مالية لجذب الناخبين، خاصة في المناطق كثيفة الأصوات، مستغلًا احتياجات المواطنين الاقتصادية والاجتماعية.

وفي الوقت الذي يُفترض أن تكون الانتخابات ساحة للتنافس بين الأفكار والبرامج والرؤى، يحوّل مرشح المال السياسي المعركة إلى سباق للشراء والتأثير بالمال، مما يُضعف من نزاهة العملية الانتخابية ويشوّه إرادة الناخبين.

لا يعتمد على قدراته بل على أمواله

مرشح المال السياسي لا يعتمد على تاريخه أو قدراته وإمكانياته الشخصية، أو ما يقدمه من حلول واقعية لقضايا ابناء دائرته، بل يعتمد فى المقام الأول على القدرة على الإنفاق وتوزيع الوعود التي غالبًا ما تتلاشى بعد الفوز بالمقعد.

وتكمن خطورة هذا النوع من المرشحين في أنه يشترى الولاء بدلًا من كسب الثقة، ويفسد فكرة التمثيل الحقيقي للشعب، إذ يتحوّل البرلمان إلى وسيلة لخدمة مصالحه الخاصة أو حماية نفوذه الاقتصادي، لا لخدمة الصالح العام.

مواجهة مرشح المال السياسي

ولمواجهة مرشح المال السياسي، لا بد من تكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع فهنا يبرز دور الأجهزة الأمنية في متابعة الالتزام بالقوانين وضبط أي محاولات لتوزيع الأموال أو الهدايا الانتخابية، والتعامل بحزم مع كل أشكال الرشوة وشراء الأصوات.

كما يتحمل رجال الدين مسؤولية كبيرة في توعية المواطنين بخطورة بيع أصواتهم، والتأكيد على أن الصوت الانتخابي أمانة ومسؤولية وطنية لا يجوز المتاجرة بها أو استغلالها مقابل مكاسب مؤقتة.

وسائل الإعلام والمال السياسي

أما وسائل الإعلام فعليها دور محوري في كشف ممارسات المال السياسي، وتسليط الضوء على المرشحين الأكفاء الذين يعتمدون على البرامج والأفكار لا على الأموال، إلى جانب نشر الوعي السياسي بين فئات المجتمع المختلفة.

فمرشح المال السياسي، لا يشتري فقط أصوات الناخبين، بل يشتري مستقبلهم أيضًا، ويقايضهم على حقهم في اختيار من يمثلهم بصدق داخل قبة البرلمان.