أسباب برودة الأطراف المزمنة عند النساء وطرق طبيعية لعلاجها
برودة الأطراف من المشكلات الشائعة التي تعاني منها الكثير من النساء، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، أو أثناء فترات التوتر والإجهاد.
قد تبدو هذه الحالة بسيطة في ظاهرها، لكنها في الحقيقة قد تكون عرضًا لمشكلة صحية أعمق أو دلالة على خلل في الدورة الدموية أو الجهاز العصبي أو حتى الهرمونات.
أشارت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن برودة الأطراف المزمنة ليست مجرد إحساس مزعج، بل رسالة من الجسم بضرورة الاهتمام بالدورة الدموية، والتغذية، والحالة النفسية.
أضافت الدكتورة هدى أن برودة الأطراف علاجها لا يتطلب بالضرورة أدوية أو تدخلات معقدة، بل يمكن تحسينها بخطوات بسيطة مثل المشي، التغذية السليمة، الاسترخاء، والعناية الذاتية.
وعندما تتوازن صحة المرأة الجسدية والنفسية، تعود حرارة الحياة والدفء إلى أطرافها كما كانت.
في هذا التقرير تقدم الدكتورة هدى أبرز أسباب برودة الأطراف المزمنة عند النساء، والعلاجات الطبيعية الفعّالة التي تساعد على تحسين تدفّق الدم واستعادة دفء اليدين والقدمين بطريقة آمنة.
الأسباب الشائعة لبرودة الأطراف المزمنة عند النساء

1. ضعف الدورة الدموية
من أكثر الأسباب شيوعًا لبرودة اليدين والقدمين هو ضعف تدفق الدم إلى الأطراف. عندما يقل ضخ القلب للدم أو تضيق الأوعية الدموية، لا يصل الأكسجين والحرارة بشكل كافٍ إلى الأطراف. وغالبًا ما يحدث ذلك عند النساء اللاتي يعانين من فقر الدم أو انخفاض ضغط الدم أو قلة الحركة اليومية.
2. فقر الدم (الأنيميا)
نقص الحديد في الدم يؤدي إلى قلة إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي ينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. وعندما يقل الأكسجين في الأطراف، تصبح أكثر برودة وشحوبًا. النساء أكثر عرضة لفقر الدم بسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية أو سوء التغذية.
3. قصور الغدة الدرقية
عندما تكون الغدة الدرقية خاملة، ينخفض معدل الأيض في الجسم، وبالتالي تقل حرارة الجسم العامة. النساء المصابات بقصور الغدة غالبًا ما يشعرن ببرودة في الأطراف حتى في الأجواء المعتدلة، مع أعراض أخرى مثل الإرهاق وزيادة الوزن وجفاف الجلد.
4. التوتر والقلق
الحالة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية. فعند التوتر، يفرز الجسم هرمونات تضيق الأوعية الطرفية وتحوّل الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ، مما يقلل تدفّقه إلى اليدين والقدمين. لذلك، النساء اللواتي يعشن تحت ضغط دائم غالبًا ما يلاحظن برودة أطرافهن في مواقف القلق أو الغضب.
5. متلازمة رينود (Raynaud’s Syndrome)
وهي حالة مرضية تصيب الأوعية الدموية في الأصابع، فتضيق بشكل مفرط عند التعرض للبرد أو الضغط النفسي، ما يؤدي إلى برودة الأطراف وتغير لونها إلى الأبيض أو الأزرق. تصيب هذه المتلازمة النساء أكثر من الرجال، خاصة في سن الشباب والمنتصف.
6. نقص الوزن أو الدهون تحت الجلد
الدهون تعمل كعازل حراري طبيعي، وعندما يقل مخزونها بسبب نحافة مفرطة أو حمية صارمة، يفقد الجسم قدرته على الاحتفاظ بالحرارة، فتظهر برودة الأطراف بوضوح.
7. قلة النشاط البدني
الخمول يقلل من حركة الدم في الجسم، خاصة في القدمين والساقين. النساء اللواتي يجلسن لساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو أثناء العمل المنزلي معرضات أكثر لبرودة الأطراف بسبب ضعف تدفق الدم.
طرق طبيعية لعلاج برودة الأطراف المزمنة عند النساء

1. تحسين الدورة الدموية بالحركة اليومية
المشي السريع لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا يساعد على تنشيط الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى الأطراف. كما يمكن ممارسة تمارين تمدد بسيطة أثناء الجلوس لتحفيز الدم في القدمين والساقين.
2. تناول أطعمة دافئة ومحفّزة للدورة الدموية
بعض الأطعمة تعمل كمنشطات طبيعية للدورة الدموية، مثل الزنجبيل، القرفة، الكركم، الثوم، والفلفل الحار (بكميات معتدلة). كما يُنصح بتناول أطعمة غنية بالحديد مثل السبانخ والكبدة والبقوليات لتعويض نقص الهيموجلوبين.
3. شرب المشروبات الدافئة بانتظام
الابتعاد عن المشروبات الباردة في الشتاء واستبدالها بمشروبات عشبية دافئة مثل الزنجبيل بالليمون، الحلبة، القرفة بالحليب، أو الكاكاو الخام يساعد في تدفئة الجسم وتحسين تدفق الدم.
4. تدليك الأطراف بزيوت دافئة
تدليك اليدين والقدمين بزيت السمسم أو زيت الزيتون أو زيت جوز الهند بعد تسخين بسيط يحفز الدورة الدموية ويمنح دفئًا سريعًا. يمكن أيضًا إضافة بضع قطرات من زيت الزنجبيل أو زيت النعناع لزيادة التأثير المنبّه للأوعية الدموية.
5. الاستحمام بالتناوب بين الماء الدافئ والفاتر
تعاقب الماء الدافئ والفاتر أثناء الاستحمام يساعد في تدريب الأوعية الدموية على التمدد والانقباض الطبيعي، مما يحسّن مرونتها ويزيد تدفق الدم إلى الأطراف.
6. الحفاظ على دفء الجسم والملابس المناسبة
ارتداء الجوارب الصوفية، القفازات، والملابس متعددة الطبقات يساعد في حفظ حرارة الجسم. كما يجب تجنّب ارتداء ملابس ضيقة لأنها قد تعيق تدفق الدم إلى الأطراف.
7. تخفيف التوتر والاهتمام بالصحة النفسية
الاسترخاء، التأمل، وتمارين التنفس العميق لها تأثير مباشر على الدورة الدموية. يمكن أيضًا ممارسة اليوغا أو تخصيص وقت يومي للراحة النفسية، خاصة للنساء اللاتي يعانين من ضغوط العمل أو المسؤوليات العائلية.
8. الحصول على نوم كافٍ
قلة النوم تضعف الجهاز العصبي وتؤثر في تنظيم حرارة الجسم. لذلك يجب الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم الجيد يوميًا لضمان توازن الجسم الحراري.
9. مكملات طبيعية
يمكن تناول مكملات الحديد، فيتامين ب 12، والمغنيسيوم بعد استشارة الطبيب، خاصة لمن تعانين من فقر الدم أو قصور في الغدة الدرقية.
متى تستدعي برودة الأطراف زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن أغلب حالات برودة الأطراف يمكن السيطرة عليها بطرق طبيعية، إلا أن استمرار الأعراض أو مصاحبتها لشحوب شديد، خدر، ألم، أو تغيّر لون الجلد قد يشير إلى مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب. فربما تكون هناك أمراض في الأوعية الدموية أو الغدة الدرقية أو نقص حاد في الفيتامينات والمعادن.