فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تصنع تريند في خمس دقائق؟!

في زمننا هذا، أصبح الكثيرون يسعون إلى الشهرة وحب الظهور، حتى وإن كان ظهورا تافها عاريا من أي قيمة.. أصبح التريند حلما يداعب العقول، كسبا سريعا للمال بأقل مجهود، ونجومية مؤقتة تترك وراءها جيلا فقد بوصلته الحقيقية.

يكفي أن تمتلك جهاز هاتف محمول وباقة إنترنت، وفكرة لاذعة، أو قصة مختلقة لا تخلو من فضيحة.. فهل أصبح المجتمع متعطشا للتفاهات؟ أم أصابه الفراغ فبات يبحث عن تسلية أو قدوة يحلم بها؟!

في عصر التكنولوجيا، كل شيء أصبح سهلا؛ بضغطة زر واحدة تستطيع أن تطير حول العالم، أو تجلبه إليك في مكانك، مما سهّل الانتشار لأي محتوى صارخ بعنوان يثير الفضول.. عدد الإعجابات والمشاركات هو المحرك الأول لذلك الانتشار، بل إن التريند أصبح له صانعوه المحترفون، الذين يصيغون الخوارزميات اللازمة لرفع المشاهدات وجلب التفاعلات التي تُترجم إلى أموال بأرقام غير منطقية!

ودون وعي، يتحول المجتمع من جمهور قادر على اختيار ما يشاهده، إلى فريسة وقعت في الفخ باختيارها.. صناعة التريند ليست مجانية دائما؛ ففي الحقيقة لها ثمن باهظ يدفعه أصحابها من التنازل عن خصوصيتهم، أو الظهور بشكل غير لائق، وقد تصل في بعض الأحيان إلى ارتكاب أعمال منافية للذوق العام والآداب، مما يعرّض صاحبها لمواجهة القانون.

وفي حقيقة الأمر، ليس كل تريند سيئا على الإطلاق، فالظهور على منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، يستخدمه العاقل في تقديم محتوى مفيد وهادف، ويستخدمه التافهون في صناعة شهرة زائفة.

لا تفكر في القيمة مقابل الانتشار، ضع عنوانا صادما، واختلق مشكلة غير منطقية، كن غريب الأطوار، وواكب الحدث بسرعة البرق.. خمس خطوات تستطيع من خلالها صناعة تريند في خمس دقائق، لكن لا تنسى أنك ستحاسَب قبل المغادرة!