فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

البشارة التي سبقت العبور، الشيخ عبد الحليم محمود يتنبأ بنصر أكتوبر وهذا رد فعل السادات

الامام الراحل عبد
الامام الراحل عبد الحليم محمود

نصر أكتوبر، ملحمة عسكرية قادها قادة وجنود الجيش المصري في ست ساعات بضربة واحدة أذهلت العالم أجمع، حطمت خلالها أسطورة الجيش الذي لا يقهر، حيث تميزت حرب أكتوبر 1973 بمشاركة وتكاتف جميع فئات وطبقات الشعب في مصر، والكل ساهم بدوره وفي مجاله، وكان أهم المجالات تحفيز الجنود وبث الروح وقوة العقيدة في أنفسهم حتى يستبسلوا في وجه عدوهم.

من هذه الفئات التي شاركت فى نصر أكتوبر المجيد بعض العلماء ورجال الدين، ومنهم الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، والذي رحل في أكتوبر 1978، بزياراته المتكررة للجبهة أثناء استعدادها للحرب لحث الجنود البواسل على الجهاد في سبيل الله وترسيخ محبة الأوطان في قلوبهم، حيث نزل علماء الأزهر مع الجنود ساحة القتال لتثبيتهم معنويا، وكانوا يرافقونهم في الخنادق وفي أماكن التحصينات.

بشارة الشيخ عبد الحليم محمود 

كان الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل، أول المبشرين بالنصر عندما رأى بشارة في المنام قبل حرب رمضان 1973 بأيام، عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومن خلفه علماء المسلمين وأبطال قواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر.

ثم لم يكتفِ بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام، مبينا أن الحرب مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيد وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

الشيخ الجليل وسط جنود الجبهة 
الشيخ الجليل وسط جنود الجبهة 

ودعا الشيخ في خطبته، جموع المصريين إلى الوقوف صفا واحدا خلف القوات المسلحة في معركة السادس من أكتوبر، والالتفاف حول قائدها الأعلى، والضرب بيد من حديد على كل من يريد تفريق شمل الأمة وبث الفتن بين أبنائها، أسوة بالمسلمين الذين التفوا في غزوة بدر الكبرى حول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يمثل القائد الأعلى وكانت نتيجته النصر الكبير.

وقال: "وفي بدر التف المسلمون حول القائد الأعلى، ونحن بحمد الله على طريق أهل بدر نلتف حول القائد الأعلى ثقة وأمانا".

وأعلن الدكتور عبد الحليم محمود في كلمته، أن معركة السادس من أكتوبر حرب مقدسة، وهي فرض على جميع الدول الإسلامية قائلا: “ننادي من على منبر الأزهر، هذا الأزهر الخالد الذي كانت تلجأ إليه الأمة المصرية باستمرار عند الأزمات، ونعلنها باسم علماء الإسلام حربا مقدسة، وجهادا في سبيل الله، ومن على هذا المنبر نرسل تحياتنا إلى القائد الأعلى، وإلى القائد العام، وإلى جنودنا الأبطال الذين حققوا المعجزات في بطولتهم وفي بسالتهم، وأمر من الأمور الذي نعلنه من على منبر الأزهر ونعلنه باسم علماء الإسلام عامة، وهو أن الحرب الحالية إنما هي فرض على جميع أقطار الإسلام، وعلى كل مسلم ومسلمة، وأنه إذا قصرت دولة من الدول في هذه الحرب فقد خرجت على الله ورسوله.. خرجت على تعاليم الله وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم”.

السادات فى لقائه بالشيخ عبد الحليم محمود 
السادات في لقائه بالشيخ عبد الحليم محمود 

وكما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس السابق لجامعة الأزهر: “كانت نتيجة الإعداد الجيد الذي قام به الجيش المصري، طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وتحفيزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التي تحتل جزءا غاليا من تراب مصر، ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير”.

شهادة من صديق السادات 

وأشار هاشم  في حديثه حول شهادة  الدكتور "محمود جامع" الصديق القريب إلى السادات في كتابه "كيف عرفت السادات؟"، الذي كتب يقول "لا ننسى أن شيخنا الجليل الدكتور عبد الحليم محمود بشرنا بالنصر في أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام، وهو يرفع راية "الله أكبر" للجنود ولقوات أكتوبر فكانت بشارة النصر".