فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

4 أسباب لمعانقة مهرجان الغردقة لسينما الشباب النجاح اللافت؟

على مدار أكثر من ثلاثين عامًا عملت ومازلت فيها في مجال الفن محررا فرئيس تحرير فناقدا فنيا عاشقا للسينما منذ نعومة أظفاري، تابعت وحضرت خلالها العديد والعديد من المهرجانات في مصر وخارجها، وكنت شاهدا على ميلاد بعضها.. 

ولكنني احتفظت بمكانة خاصة وتقدير كبير لدي لعدد محدود جدا من هذه المهرجانات في مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو المهرجان الوحيد الذي يحمل الصفة الدولية في الشرق الأوسط المعترف بها من الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين FIAPF، ومهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط ومهرجان الجونة الذي رغم حداثة عهده إلا أنه حجز سريعا مكانة مرموقة بين المهرجانات الكبرى في مصر والوطن العربي.


ورغم ظهور عدد من المهرجانات في السنوات الأخيرة إلا أن معظمها يمكن أن يطلق عليهم مهرجانات السبوبة، حيث أن هدف صناعها وأغلبهم من غير السينمائيين الربح المادي والشو الإعلامي لا أكثر، وقد سبق وقد حذرت في عدد من المقالات من هذه النوعية من المهرجانات وطالبت وزارة الثقافة بضرورة التصدي لها ومراجعتها لإساءتها للسينما وللفنانين وللفن بوجه عام.


إلا أن هذا لا ينفي ظهور نوعية أخرى من المهرجانات على قلتها يقوم عليها عاشقون للسينما ومتخصصون فيها، مغامرون هادفون إلى المساهمة في الارتقاء بالفن السابع، طموحون وعازمون على النجاح والاختلاف مهما كانت الصعوبات والمعوقات والتحديات.. 

ومن أحدث هؤلاء صناع مهرجان الغردقة لسينما الشباب الذي لامس النجاح منذ دورته الأولى قبل عامين، وأكده في العام التالي، وها هو يعانق النجاح بقوة في دورته الثالثة التي اختتمت فعالياتها منذ أيام قلائل، في احتفالية رائعة على ضفاف البحر الاحمر بمدينة الغردقة الساحرة.

4 أسباب للنجاح

لا شك أن النجاح الحقيقي وليس الزائف الذي تصنعه السوشيال ميديا والكتائب الإلكترونية وما أكثر هذا النوع حاليًا، لا يأتي من فراغ أو يكون بالصدفة وبضربة حظ، بل تتوافر له عدة مؤهلات ومسوغات ومقدمات وتراكمات وأسباب، وفي رأيي أن النجاح الملحوظ والسريع والصدى الواسع الذي حصده مهرجان الغردقة لسينما الشباب رغم حداثة عهده وراءه 4 أسباب رئيسية تكمل بعضها البعض.


أولها: الفكرة الجديدة المبتكرة، فكرة أن يكون هناك مهرجان لسينما الشباب يقدم أفلامًا لهم وعنهم ومنهم يصنعونها بأيديهم.. فمصر دولة فتية وشابة تصل نسبة الشباب بها إلى نحو 60% من تعداد السكان في الفئة العمرية من 15 إلى 35 عاما وفقًا لأحدث الإحصاءات الرسمية.. 

إذن فهم يمثلون الحاضر والمستقبل، الأمل والطموح في آن واحد، ومن هنا جاء تفكير وقرار القائمين على مهرجان الغردقة لسينما الشباب صائبًا جدا، لإدراكهم أهمية وقيمة الشباب صناع المستقبل..

مهرجان أبطاله الشباب من المبدعين في كافة فروع السينما ومعظم العاملين به من الشباب، مهرجان عن الشباب همومهم وطموحاتهم وأحلامهم، فالسينما من أفضل وأمضى وأقوى الوسائل وأكثرها تأثيرًا في الرأي العام وجمهورها الأول من الشباب بلا شك.


ثانيها: خصوصية وروعة المكان، فاختيار مدينة الغردقة كمكان للمهرجان موفق جدا لما تتميز به هذه المدينة عروس البحر الأحمر من تفرد وخصوصية وتنوع كبير في الجنسيات والثقافات، ما يخلق ثراء شديد في التعامل مع المهرجان وضيوفه وأفلامه.


ثالثها: الجهد الخارق لكتيبة صناع المهرجان والقائمين عليه.. المؤسس ورئيس المهرجان السيناريست المغامر الطموح محمد الباسوسي، ورفيقا الكفاح والمشوار الصديقان العزيزان مدير المهرجان المتفاني الكاتب الصحفي والناقد قدري الحجار، ورئيس المركز الصحفي دينامو 
المهرجان الكاتب الصحفي والناقد أحمد النجار، فثلاثتهم بذلوا مجهودا جبارا وواصلوا الليل بالنهار حتى يخرج المهرجان بهذه الصورة المشرفة المضيئة رغم ضعف الدعم والتمويل.


رابعها: الدقة في اختيار عدد محدود من الصحفيين والمحطات الفضائية من الشباب المهني الموهوب والمحترم، الذي نجح في نقل صورة إيجابية موضوعية لجمهور المهرجان وللقراء عن أفلامه وفعالياته وأنشطته المختلفة.

المهرجان في أرقام

 * 52 فيلما من 30 دولة عرضوا في مسابقات المهرجان المختلفة.
 * 9 أفلام تنافست في مسابقة الأفلام الطويلة، منها الفيلم الروسي ساعي البريد الذي نال الجائزة الذهبية، والفيلم الكازاخستاني شرارة الذي فاز بالجائزة الفضية، والفيلم المصري الروسي الإماراتي المشترك موسكو كايرو، والفيلم السعودي هجير.


 * 6 هي عدد أيام المهرجان الذي أقيم من 25 إلى 30 من شهر سبتمبر.
 * 5 أفلام روسية ما بين الروائية والوثائقية تم عرضها تحت عنوان: يوم السينما الروسية.
 * 4 نجوم ونجمات نالوا التكريم في المهرجان هذا العام، منهم 3 في الافتتاح وهم غادة عادل ومحمد ممدوح واللبنانية نيكول سابا، وواحدة في الختام هي نيرمين الفقي عضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، والتي تم منحها درع المهرجان.


 * 3 جوائز حصدتها مصر في مسابقات المهرجان المختلفة.. الجائزة الذهبية لفيلم كاستاروس للمخرج محمد الحديدي بمسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية، الجائزة الذهبية لفيلم بعد الرحيل للمخرجة آميرة يحيى بمسابقة أفلام الطلبة، الجائزة البرونزية للمخرج زياد إسماعيل عن فيلم حرير مطفي بنفس المسابقة، كما حصل أيضا فيلم مرة في الشهر للمخرج عمرو منصور على تنويه خاص من لجنة التحكيم.


 * 3 قدمن حفلي الافتتاح والختام.. الإعلامية إنجي علي والفنانة الشابة جيسيكا حسام الدين لحفل  الافتتاح والإذاعية القديرة دلال الشاطر لحفل الختام.

شهد المهرجان حضور عدد كبير من الفنانين والسينمائيين وصناع السينما من مختلف فروعها، منهم غادة عادل ومحمد ممدوح ونيكول سابا ورانيا فريد شوقي وعبير صبري، ومي سليم ومحمد رضوان وإيهاب فهمي وأحمد وفيق وأحمد فتحي، والموسيقار راجح داوود رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، والمخرج عمر عبد العزيز، والمنتج محمد العدل، والسيناريست عبد الرحيم كمال مساعد وزير الثقافة لشئون الرقابة.