فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

اضطرابات الأكل التهديد الخفي لصحة القلب

أمراض القلب،فيتو
أمراض القلب،فيتو

غالبا ما ينظر إلى اضطرابات الأكل باعتبارها مشكلات نفسية أو مرتبطة بنمط الحياة فحسب، إلا أن الحقيقة الطبية تؤكد أنها أمراض خطيرة قد تهدد الحياة بشكل مباشر. 

فآثارها لا تقتصر على الحالة النفسية للفرد، بل تمتد إلى الجسد بأكمله، لاسيما القلب والجهاز الدوري، حيث يمكن أن يقود سوء التغذية أو السلوكيات المرتبطة بهذه الاضطرابات إلى اعتلالات قلبية قد تنتهي بتوقف مفاجئ لعضلة القلب.

ومع اقتراب يوم القلب العالمي 2025 الذي يوافق 29 سبتمبر، كشف مانجيندر ساندو، المدير الرئيسي لأمراض القلب بإحدى مستشفيات الهند، للكشف عن العلاقة الوثيقة بين اضطرابات الأكل وصحة القلب وفقا لما نشر على Only my health 

كيف يضر اضطراب الأكل بالقلب؟

يشرح الدكتور ساندو أن القلب، كونه عضلة، يحتاج إلى تغذية كافية ومتوازنة ليعمل بكفاءة، وأي خلل في هذه المعادلة ينعكس بشكل مباشر على وظيفته.

 ومن أبرز التأثيرات:

فقدان الشهية العصبي: بطء القلب وضمور العضلة

في حالة فقدان الشهية العصبي، يعاني الجسم من حرمان شديد من السعرات الحرارية. 

يتباطأ الأيض كآلية بقاء، فيهبط معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل حاد، فيما تعرف هذه الحالة بـ"بطء القلب وانخفاض الضغط". 

ومع استمرار الحرمان، تتقلص عضلة القلب تدريجيًا، وهو ما يُعرف بضمور القلب، مما يقلل كفاءة ضخ الدم ويزيد احتمالية فشل القلب.

الشره العصبي: اختلال الأملاح واضطراب النظم

أما في حالة الشره العصبي، والتي تتمثل في نوبات من الإفراط في الأكل يعقبها تقيؤ مستحث أو استعمال مفرط للملينات، فإن الخطر يكمن في اختلال توازن الإلكتروليتات مثل البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم. 

هذا الاضطراب قد يؤدي إلى عدم انتظام خطير في ضربات القلب، تصل في الحالات القصوى إلى الموت القلبي المفاجئ نتيجة نقص البوتاسيوم.

اضطراب الشراهة في تناول الطعام: عبء السمنة

حتى اضطراب الشراهة في تناول الطعام (BED)، من دون سلوكيات تعويضية، يفرض تحديات كبيرة على القلب.

 فتناول كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية يقود إلى السمنة، وبدورها ترفع معدلات ضغط الدم والكوليسترول وتزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهو ما يضاعف مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

علامات التحذير

يشدد الدكتور ساندو على أن المخاطر القلبية قد تمر دون ملاحظة لسنوات، لكن هناك إشارات تحذيرية يجب التنبه لها، ومنها:

الإغماء أو الشعور بالدوار.

ألم في الصدر.

خفقان أو اضطراب في ضربات القلب.

ضعف عام وشديد.

تورم في الكاحلين أو القدمين.


طريق التعافي: حماية القلب تبدأ من الرعاية المتكاملة

التعافي من اضطرابات الأكل لا يتوقف عند الجانب النفسي فقط، بل يشمل إعادة تأهيل بدني ورقابة دقيقة على صحة القلب.

يوصي الدكتور ساندو بضرورة الاستعانة بفريق متعدد التخصصات يشمل الطبيب النفسي، وأخصائي التغذية، وطبيب القلب. ويعتبر تخطيط كهربية القلب (ECG) وفحوصات الدم لقياس مستويات الأملاح جزءًا أساسيًا من خطة العلاج.

ويضيف: "القلب قادر على التعافي بشكل ملحوظ إذا ما حصل على التغذية الجيدة والرعاية الطبية والإرشاد النفسي المناسب. 

قد تكون رحلة طويلة، لكنها ضرورية لحياة صحية وآمنة."

هل يمكن أن يموت شخص بسبب اضطراب الأكل رغم أن وزنه طبيعي؟


نعم اضطرابات مثل الشره العصبي قد تؤدي إلى اضطراب قاتل في ضربات القلب نتيجة اختلال الأملاح، حتى لدى أصحاب الوزن الطبيعي.

كم يستغرق القلب للتعافي بعد اضطراب الأكل؟


تختلف المدة حسب شدة ومدة المرض. بعض الحالات تستعيد جزءًا من وظائف القلب خلال أسابيع مع العلاج، لكن التعافي الكامل قد يتطلب شهورًا أو سنوات.

هل تظل هناك مشاكل قلبية حتى بعد الشفاء؟


في الحالات المزمنة والشديدة، قد يحدث تلف دائم في عضلة القلب. ومع ذلك، فإن العلاج المبكر والالتزام بالمتابعة الطبية يقللان من المخاطر ويُعززان فرص التعافي الكامل