مع بدايات الخريف، علاج الزور من الالتهاب والجفاف
مع بداية فصل الخريف، تبدأ التغيرات المناخية في الظهور بوضوح، حيث تنخفض درجات الحرارة نسبيًا، ويزداد جفاف الهواء، إلى جانب انتشار الرياح المحملة بالأتربة والغبار.
كل هذه العوامل تجعل الحلق أو ما يُعرف شعبيًا بـ"الزور" أكثر عرضة للالتهابات والتهيج.
ويُعد التهاب الزور من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكبار والصغار على حد سواء في هذه الفترة من السنة، حيث تزداد حالات نزلات البرد والإنفلونزا والحساسية الموسمية.
التهاب الزور من المشكلات الصحية الشائعة
أشارت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، أن التهاب الزور مع بدايات الخريف يُعد من المشكلات الصحية الشائعة، نتيجة للتقلبات الجوية وجفاف الهواء وانتشار مسببات الحساسية والعدوى.
ويمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال الراحة، الترطيب، تناول المشروبات الدافئة والأعشاب الطبيعية، والالتزام بعادات صحية سليمة. كما أن الوقاية تظل دائمًا أفضل من العلاج.
وفي هذا التقرير نتناول أسباب التهاب الزور، وأعراضه، وأفضل الطرق الطبيعية والطبية لعلاجه والوقاية منه في بدايات الخريف.
أولًا: أسباب التهاب الزور في الخريف
التقلبات الجوية المفاجئة: الانتقال من جو حار إلى جو مائل للبرودة يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم مؤقتًا، مما يسهّل إصابة الحلق بالالتهابات.
جفاف الهواء: مع انخفاض الرطوبة في فصل الخريف، يجف الحلق والفم، مما يسبب تهيج الزور وألمًا عند البلع.
الحساسية الموسمية: تزايد الغبار وحبوب اللقاح في الهواء قد يؤدي إلى التهابات وتهيج في الزور مع العطس والسعال.
العدوى الفيروسية والبكتيرية: مثل نزلات البرد والإنفلونزا، والتي تعتبر أكثر شيوعًا في الخريف.
العادات اليومية الخاطئة: مثل شرب المشروبات الباردة بشكل مفاجئ بعد التعرض للهواء البارد، أو التدخين الذي يزيد من تهيج الحلق.

ثانيًا: أعراض التهاب الزور
ألم أو وخز عند البلع.
بحة أو تغير في الصوت.
جفاف الحلق مع إحساس بالحكة.
احمرار وانتفاخ بسيط في اللوزتين أو الحلق.
صداع خفيف أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
سعال متكرر، وأحيانًا انسداد في الأنف إذا ارتبطت الحالة بالبرد أو الحساسية.
ثالثًا: طرق علاج الزور في بدايات الخريف

1. العلاجات الطبيعية المنزلية
العسل: يُعتبر من أقوى المضادات الطبيعية للالتهابات والجراثيم، ويمكن تناوله ملعقة صغيرة صباحًا أو إضافته للمشروبات الدافئة لتهدئة الزور.
المشروبات الدافئة: مثل اليانسون، الزنجبيل، والبابونج، حيث تساعد في ترطيب الحلق وتخفيف الألم.
الغرغرة بالماء والملح: وصفة قديمة وفعالة لتطهير الحلق من البكتيريا وتهدئة الالتهاب، وتُستخدم مرتين يوميًا.
الليمون: غني بفيتامين C الذي يقوي المناعة ويقلل من الالتهابات، ويمكن شربه دافئًا مع العسل.
الزعتر والميرمية: لهما خصائص مضادة للميكروبات ومطهرة، ويمكن استخدامهما كمشروب عشبي دافئ.
الثوم: يحتوي على مادة الأليسين التي تعمل كمضاد للبكتيريا والفيروسات، ويمكن إضافته للطعام اليومي لتعزيز مقاومة الجسم.
2. الترطيب المستمر
شرب كميات كافية من الماء يوميًا، خاصة مع جفاف الجو في الخريف، يساعد على منع جفاف الحلق ويقلل من تهيجه.
3. الراحة الصوتية
ينصح بعدم التحدث بصوت مرتفع أو إجهاد الأحبال الصوتية لفترة طويلة، حيث أن ذلك يزيد من تهيج الزور.
4. الأدوية عند الحاجة
مسكنات الألم البسيطة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتقليل الألم والالتهاب.
أقراص الاستحلاب: التي تحتوي على أعشاب أو مواد مرطبة للحلق.
البخاخات الطبية: في بعض الحالات يصف الطبيب بخاخًا يحتوي على مضاد للالتهابات أو مطهر للحلق.
إذا كان السبب بكتيريًا (مثل التهاب اللوزتين الشديد)، قد يحتاج الأمر لمضاد حيوي بوصفة طبية.
رابعًا: الوقاية من التهاب الزور في الخريف
ارتداء الملابس المناسبة: خاصة في الصباح الباكر أو المساء حيث تنخفض درجات الحرارة فجأة.
تجنب التعرض المباشر للأتربة والغبار: باستخدام الكمامة عند الحاجة.
تعزيز المناعة: بتناول أطعمة غنية بالفيتامينات مثل البرتقال، الجوافة، الفلفل الملون، والسبانخ.
التقليل من المشروبات الغازية والباردة: لأنها تزيد من تهيج الحلق.
التهوية الجيدة للمنزل: مع الحرص على نظافة الهواء وتجنب التدخين السلبي.
غسل اليدين باستمرار: للوقاية من العدوى الفيروسية المنتشرة.
خامسًا: متى يجب مراجعة الطبيب؟
رغم أن معظم حالات التهاب الزور في بدايات الخريف تكون بسيطة وتزول خلال أيام مع الراحة والعلاجات المنزلية، إلا أن هناك بعض العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب، منها:
استمرار الألم لأكثر من أسبوع دون تحسن.
ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
صعوبة شديدة في البلع أو التنفس.
ظهور بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين.
تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة بشكل ملحوظ.