البابا متاؤس الثاني، الراهب الناسك الذي قاد الكنيسة في زمن هدوء واعتدال
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى رحيل البابا متاؤس الثاني، البابا التسعين في سلسلة باباوات الكنيسة.
قصة البابا متاؤس الثاني
جاءت رسامة البابا متاؤس الثاني بطريركا عام 1445م بعد نياحة البابا يوأنس الحادي عشر، إذ وقع الاختيار على أحد رهبان الدير المحرق المعروف بتقواه وبساطته، والذي اتخذ لقب "الصعيدي" لتمييزه عن البابا متاؤس الأول المعروف بالبابا البسيط. وقد اتخذ من كنيسة العذراء بحارة زويلة مقرًا له، كما كان مقر سلفه.
خلال حبريته تولى السلطنة أربعة حكام اتسموا بالاعتدال، الأمر الذي انعكس على استقرار الأوضاع الداخلية، فعادت الكنيسة القبطية لترسم الأساقفة والكهنة لأثيوبيا، ورسم البابا متاؤس مطرانًا جديدًا خلفًا للراحل. كما سنحت له الظروف للقيام بزيارات رعوية واسعة شملت البلدان والأديرة، إلى جانب قيامه بعمل الميرون المقدس.
تنيح البابا متاؤس الثاني عام 1458م، ودُفن بجوار سميه العظيم في دير الخندق، بعد أن ترك بصمة هادئة في تاريخ الكنيسة، كراهب ناسك عاش وخدم في بساطة وانتهت أيامه في سلام.