فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

السبب الحقيقي لاتفاقية السعودية وباكستان!

الأنظار كافة اتجهت إلى إسرائيل في اتفاقية الدفاع المشترك بين الشقيقة السعودية وباكستان، رغم أن الهند كانت قبل أشهر طرفًا في صراع دموي فعلي مع باكستان، وهو مستمر منذ عشرات السنين بوتيرة مختلفة.. 

وباليقين ورغم أي صداقة بين الهند والسعودية، لكن لن تنظر الأولى للاتفاقية بعين الرضا أو القبول خاصة أن معادلات عديدة ستتغير بعد الاتفاق.. فوجود السعودية سيوفر التمويل اللازم للصناعات العسكرية الباكستانية وتفوقها في المجال ومنها النووي بالقطع!

على كل حال اتفاقيات الدفاع المشترك تتم لواحد أو أكثر من الأسباب: إما لردع الأعداء والخصوم بشرط أن يكونوا مشتركين.. أو لتقاسم الأعباء العسكرية.. أو لتعزيز الاستقرار الإقليمي.. أو لتوفير الحماية للدول الصغيرة أو الضعيفة عسكريًا.. أو دون أي شيء مما سبق ولكن لتوطيد العلاقات السياسية!

والسؤال: ما العدو المشترك لكل من السعودية وباكستان؟! هل هو إسرائيل؟! إذا كان ذلك صحيحًا وهو نظريًا صحيح فعلًا.. فما الذي يمكن أن يقوم به البلدان ضد هذا العدو المشترك؟! 

في ظل السعي الدائم من العدو للتطبيع مع السعودية لا نظن أن عدوانًا من أي نوع يمكن أن يتم ضد السعودية الذي سيستنفر باكستان وكل العالمين العربي والإسلامي بغير أي اتفاقيات كما أن الحروب الحديثة -كما رأينا- تتم خاطفة.. 

وشاهدنا حربًا استمرت لأيام بين العدو وإيران حدث فيها دمار هائل لم تُستخدم فيها دبابة واحدة ولا مدرعة واحدة ولا بارجة واحدة ولا حتى رصاصة تقليدية واحدة!

هل إيران هي الخطر المشترك؟! لا نعتقد بعد تحسن العلاقات الكبير بين السعودية وإيران، كما أن المزاج الشعبي الباكستاني انحاز تمامًا لإيران أثناء العدوان الإسرائيلي! إذن.. ما فائدة الاتفاقية؟!

في ظننا.. وليس كله إثمًا.. أنها إجراء سعودي ذكي حتى لو أشار إلى ضعف منظومة الدفاع المشترك الخليجي.. فالقرار السعودي يشير إلى وجود بدائل أخرى يمكن اللجوء إليها.. بما يعني احتجاجًا صامتًا ضد التواطؤ الأمريكي في العدوان على الدوحة.. 

كما أنه إشارة إلى فرص التعاون النووي -التعاون وليس استخدام السلاح النووي- مع باكستان بما يشكل احتجاجًا آخر على التباطؤ الأمريكي في الاستجابة للتطلعات النووية السعودية..

وجود اتفاق عسكري بين بلدين بينهما أكثر من ألفي كيلو جوًا وأكثر من أربعة آلاف كيلو برًا يرشح لتعاون صناعي عسكري أو لوجود قوات دائمة على الأرض.. وهنا ورغم الكلفة المرتفعة لكن هنا فقط يمكن إحداث تغير نوعي لواحدة من أسباب توقيع مثل هذه الاتفاقيات التي ذكرناها أعلاه.. أنه الاستقرار الإقليمي!

الاستقرار الإقليمي في منطقتنا.. أو على الأقل في الخليج العربي.. دون ضمانة من أي نوع لاستقرار إقليمي مماثل في كشمير وما حولها!