فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

غزو فنزويلا!

اتهامات من ترامب ضد الرئيس الفنزويلي مادورو.. انتقلت من الديكتاتورية -التهمة الأمريكية الجاهزة ضد خصومها- إلى الاتجار بالمخدرات.. تطورت إلى التهديد العسكري الصريح الذي تزامن مع تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، بما يعني استعداد الولايات المتحدة للخروج إلى القناة في مناطق نزاع جديدة ستحسمها بالقوة المسلحة! 

وهو ما تطور فعلًا لنشر سفن حربية في البحر الكاريبي كما قتلت الطائرات الحربية الأمريكية أحدَ عشر مواطنًا فنزويليًّا بتهمة الاتجار في المخدرات، وهو ما نفته وزارة الداخلية الفنزويلية!

الرئيس مادورو -خليفة شافيز- دعا مواطنيه إلى الاستعداد للدفاع عن بلادهم وطلب منهم تعلم استخدام السلاح للقتال القادم؛ فانتشرت معسكرات التدريب في العاصمة كاراكاس وما حولها، بل وكافة مدن فنزويلا، وتراوحت الأسلحة من الكلاشينكوف إلى المسدسات المخصّصة للاستخدام الشخصي، وزحف عشرات الألوف بأعمار مختلفة للتدريب، بينما أعاد الضباط كبار السن منهم!

هل للأمر علاقة بالنفط الفنزويلي الذي يُصدَّر إلى الصين؟! هل له علاقة بتوازن مع روسيا لتكون فنزويلا مقابل أوكرانيا؟! هل لرغبة في الهيمنة على حقول النفط في واحدة من أكبر دول العالم في احتياطيات النفط؟!

المؤكد الوحيد هو حالة التناقض التي يشكّلها النظام الثوري في فنزويلا مع النظام الأمريكي الذي لا يريد خصومًا في أي مكان بالعالم، فما بالنا بالقرب منه؟!

على كل حال.. إذا سقطت فنزويلا وتعرّض رئيسها الشجاع مادورو لأي مخاطر، تتكوّن جبهة كبيرة جدًّا -ربما أكبر من العدوان على إيران- لكل من روسيا والصين، وعليهما معا التوقف عن أي حديث عن نظام عالمي جديد. 

ويحتاج الأمر إلى مواقف جريئة بإرسال ما يحمي مادورو وحكمه، وقد جاء بقرار من الشعب الفنزويلي الصديق الداعم للحقوق العربية ربما أكثر من بعض العرب! على الأقل اتخاذ ما يحدث توازن ويبعد شبح العدوان عن بلد مسالم؛ كل مشكلته أنه يرغب في العيش بحرية وكرامة!