أبرزها انخفاض الرغبة الجنسية، الأعراض الشائعة لقصور الغدد التناسلية لدى الرجال
رغم أن الحديث عن صحة المرأة يحظى باهتمام متزايد في الأوساط الطبية والإعلامية، فإن صحة الرجل لا تزال تطرح على استحياء، وتبقى العديد من القضايا المتعلقة بها في الظل.
ومرض قصور الغدد التناسلية عند الرجال لا يتم تسليط الضوء الكافي سواء أعراضه أو مضاعفات المرض.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن طبيعة مرض قصور الغدد التناسلية، وتأثيراته في الصحة الجسدية والعقلية للرجال، وأبرز طرق التشخيص والعلاج.
ما قصور الغدد التناسلية؟
قصور الغدد التناسلية هو حالة مرضية لا ينتج فيها جسم الرجل مستويات كافية من هرمون التستوستيرون، الذي يعد أساسًا للنمو الجنسي، وبناء العضلات، والحفاظ على الطاقة والمزاج، ودعم الخصوبة.
وتؤكد الصحة العالمية أن انخفاض هذا الهرمون يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، أبرزها: تراجع الرغبة الجنسية، فقدان الكتلة العضلية، زيادة الوزن، التعب المزمن، بل وقد يمتد التأثير ليصل إلى ضعف العظام.
وتشير الدراسات المنشورة في دار "StatPearls" الطبية إلى أن هذه الحالة غالبًا ما تُقلل أهميتها أو يساء تشخيصها، إذ يقدر أن 40% من الرجال فوق سن 45 عامًا و50% من الرجال في الثمانينيات يعانون من قصور الغدد التناسلية بدرجات متفاوتة.
متى يظهر قصور الغدد التناسلية؟
قد يبدأ المرض منذ الولادة، أو يظهر خلال فترة البلوغ، أو يتطور في مراحل لاحقة من العمر بفعل التقدم في السن أو الإصابة أو بعض الأمراض المزمنة أو أنماط الحياة غير الصحية.
ويشير الأطباء إلى أن الأعراض غالبًا ما تُفسَّر خطأ على أنها علامات طبيعية للشيخوخة أو مجرد إرهاق، مما يؤخر التشخيص والعلاج.
تأثير التستوستيرون على الصحة الجنسية والخصوبة
يلعب التستوستيرون دورًا محوريًّا في بناء الأنسجة التناسلية الذكرية، وتعزيز الخصائص الجنسية الثانوية مثل كثافة العظام وكتلة العضلات وشعر الجسم.
أما في الصحة الإنجابية، فهو المسؤول عن الرغبة الجنسية وإنتاج الحيوانات المنوية.
ويحذر الأطباء من أن انخفاض مستويات الهرمون قد يؤدي إلى:
تراجع الرغبة الجنسية وانخفاض التفكير في العلاقة الحميمة.
ضعف الانتصاب وصعوبة الحفاظ عليه.
انكماش الخصيتين في بعض الحالات.
انخفاض عدد الحيوانات المنوية وجودتها مما يعرقل فرص الإنجاب.

ومع الوقت، لا تقتصر التداعيات على الجانب الجسدي، بل تمتد إلى الثقة بالنفس والعلاقات الزوجية.
الأعراض الجسدية الشائعة
إلى جانب الضعف الجنسي، تظهر أعراض قصور الغدد التناسلية في تغييرات واضحة على الجسم، منها:
تعب دائم وإرهاق مستمر.
فقدان الكتلة العضلية وزيادة تراكم الدهون، خصوصًا حول البطن.
هشاشة العظام وارتفاع احتمالية الكسور.
بطء نمو الشعر على الجسم أو اللحية، وترقق فروة الرأس.
نعومة الجلد أو تغيرات في طبيعته.
تضخم أو ألم في الثديين
انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة والتحكم في الوزن.
ويشدد الأطباء على أن هذه الأعراض تتطور تدريجيًا، ما يزيد من صعوبة التعرف عليها مبكرًا دون فحوصات طبية.
قصور الغدد التناسلية والصحة النفسية
العلاقة بين التستوستيرون والصحة النفسية وثيقة، ويؤدي انخفاض الهرمون إلى أعراض مثل:
القلق المستمر والشعور بالحزن.
سرعة الانفعال وضعف التركيز.
الأرق أو اضطرابات النوم.
انخفاض الحافز والاهتمام بالأنشطة المعتادة.
ضعف الثقة بالنفس.
وتكشف بعض الأبحاث أن الرجال المصابين بانخفاض مستويات التستوستيرون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وهو ما يجعل العلاج الهرموني، مصحوبًا بالدعم النفسي، وسيلة فعّالة لتحسين المزاج ونوعية الحياة.
طرق العلاج
تتنوع طرق علاج قصور الغدد التناسلية تبعًا للسبب الرئيسي، وتشمل:
1. العلاج التعويضي بالتستوستيرون (TRT):
يعطى في صورة جِل موضعي، لصقات جلدية، حقن، أو كبسولات تُزرع تحت الجلد.
يساعد على تحسين الرغبة الجنسية، رفع الطاقة، تقوية العضلات، وزيادة كثافة العظام.
2. الأدوية المحفزة للخصوبة:
في حال كان الهدف هو الإنجاب، قد يصف الأطباء أدوية تعزز إنتاج التستوستيرون الطبيعي والحيوانات المنوية بدلًا من الاعتماد على البدائل الهرمونية.
3. علاج المسببات المرضية:
مثل معالجة الأمراض المزمنة أو الإصابات التي تسببت في ضعف الغدد.
4. تغيير نمط الحياة:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
النوم الكافي والجيد.
تناول غذاء صحي متوازن.
تقليل مستويات التوتر والإجهاد.
ويؤكد الأطباء أن أي خطة علاجية يجب أن تتم تحت إشراف طبيب متخصص لتفادي المضاعفات الجانبية للعلاج الهرموني.