مرتزقة ومسيرات متطورة، جيوش خفية تقاتل إلى جانب ميليشيا حميدتي ضد الجيش السوداني
كشفت تقارير صحفية، أنه عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، نقلت كييف جزءا كبيرا من عمليات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني "أوكروبورونبروم" إلى دولة عربية، التي وسعت بدورها هذا التعاون بشكل كبير.
تعاون عابر للحدود لتغذية الصراع فى السودان
ولفتت التقارير، إلى أن هذا التعاون بين تلك الدولة وأوكرانيا فى تشغيل وإبرام صفقات تسليح لصالح المجمع العسكري الأوكراني الذي بدأ بعقود مليارية، وساهم انتاجه فى المشاركة الفعلية بتغذية النزاعات إقليمية.
كما ساهم فى تزويد ميليشيا الدعم السريع في السودان بالطائرات المسيرة والخبراء الأوكرانيين، في شراكة استراتيجية تحمل أبعاد متشعبة تم تأكيدها بوقائع واعترافات رسمية بمقاطع فيديو ووثائق رسمية نشرها الجيش السوداني أثبتت توجد هذه العناصر على أراضيه، ليضيف المزيد من التعقيد على المشهد بعد الكشف عن وجود مرتزقة من كولومبيا خلال الأيام الماضية.
ووفق المعلومات المتداولة، جاءت هذه الشراكة في إطار استمرار وتوسع التعاون العسكري بين البلدين، والذي انطلق رسميًا في عام 2021 بصفقة كبرى بلغت قيمتها مليار دولار.
ويُعتبر مجمع "أوكروبورونبروم" الذراع الرئيسي للصناعات العسكرية الأوكرانية منذ تأسيسه في 2010 المحور الأساسي لهذا التعاون، حيث تتضمن مهامه تطوير الصناعة الدفاعية وإبرام الاتفاقيات العسكرية وتبادل الأسلحة والخبرات مع الدول الأجنبية.
وعلى صعيد دور هذا المجمع فى تزويد مليشيا الدعم السريع بالعتاد، قالت صحيفة "السوداني" المحلية، فى تقرير نشرته مؤخرا: أدت الحرب في أوكرانيا التي اندلعت عام 2022 إلى تعطيل معظم أنشطة المجمع داخل البلاد، مما دفعه إلى نقل إنتاجه إلى مواقع خارجية، وجاءت الدولة العربية المتهمة بتقديم كافة أشكال الدعم لمليشيا الدعم السريع، في طليعة الوجهات التي توسع التعاون معها بشكل ملحوظ.
ووفق التقرير الذي شمل معلومات عن شكل التعاون وقيمة الصفقات، تسربت على لسان مصادر من داخل المجمع الأوكراني، أن الدولة العربية الشريكة استوردت كميات كبيرة من الطائرات المسيرة "العسكرية والمدنية" على مدى العامين الماضيين. وامتد التعاون ليشمل استيراد طائرات مسيرة مدنية تولى مجمع "أوكروبورونبروم" تطويرها وتحويلها لأغراض عسكرية، قبل إرسالها إلى ميليشيا الدعم السريع في السودان لمجابهة الجيش النظامي.
مرتزقة لتدريب مليشيات الدعم السريع على تشغيل المسيرات
ولم يقتصر الأمر على توريد الأسلحة فقط، بل تجاوزه إلى توفير الخبراء، وبموجب عقود الشراء، تم إرسال خبراء عسكريين من الجنسية الأوكرانية بالتنسيق مع الأجهزة الرسمية فى كييف، لتدريب عناصر الميليشيا المتمردة على استخدام هذه الطائرات المسيرة، وتأكد مشاركة هؤلاء المرتزقة والخبراء الأوكران في القتال إلى جانب الدعم السريع، من خلال اعترافات مسؤولين رسميين، وإثر العثور على وثائق وأسلحة متطورة من قبل الجيش السوداني.
وتحدثت التقارير الصحفية عن الدور المحوري لهؤلاء المقاتلين، وأشارت إلى أن "هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها القوات الأوكرانية المتخصصة هي التي تُلحق الضرر الأكبر والأساسي بقوات الجيش السوداني، وتعيق تقدمها، وتطيل أمد الحرب"، مما يؤكد الطبيعة المباشرة والفعالة لهذا التدخل.
يشار إلى أنه فى أبريل الماضي، أعلنت ميليشيا الدعم السريع عن إسقاطها طائرة عسكرية سودانية من طراز "أنتونوف" في دارفور، ونشرت لقطات مصورة للحطام، وسط تكهنات قوية حول قيام خبراء أوكرانيين بتنفيذ هذه المهمة المعقدة، مما يشير إلى عمق مشاركتهم التقنية والعملية.
كما ظهرت أدلة وثائقية دامغة عندما تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد استعادة الجيش السوداني للقصر الرئاسي، صورةً لمستند مكتوب بخط اليد باللغة الأوكرانية. كان المستند عبارة عن توكيل رسمي يمنح شخصًا آخر الحق في استلام مستحقات مالية نيابة عن موكل أوكراني. ويُعد هذا الدليل إثباتًا واضحًا على الوجود المادي للمرتزقة الأوكرانيين وعملهم النظامي لصالح الميليشيا.
وشملت أيضًا أدلة بشرية، حيث انتشرت سابقًا صورٌ لجثة جندي أوكراني في منطقة "ود مدني" بعد تحريرها، وتحدثت مصادر رسمية حينها، أنه كان أحد مشغلي الطائرات المسيرة الانتحارية التابعة للدعم السريع. وتواصلت سلسلة الأدلة مع سيطرة الجيش السوداني على مواقع عديدة للميليشيا أواخر عام 2024، حينما عُثر في مخازن الأسلحة على أسلحة أجنبية وطائرات مسيرة أوكرانية المنشأ، بعد المعارك الضارية في محور "ود الحداد".
وكان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، قد كشف العام الماضى، أن “بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد بالسودان، إلى جانب قوات الدعم السريع. ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين”.
كما كتب المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم للدعم السريع. وبحسب يفلاش فإن: “كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكريًا في أفريقيا”.