فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من جدل الغرف المغلقة إلى تحرك الآن، كواليس عملية "قمة النار" الإسرائيلية للهجوم على قطر

نتنياهو في مركز قيادة
نتنياهو في مركز قيادة (الشاباك)، فيتو

كشفت صحيفة عبرية كواليس الضربة الإسرائيلية على قادة حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة.

 

عملية “قمة النار”

وقالت "يديعوت أحرونوت" ما وصفته بـ"جدل الغرف المغلقة" قبل عملية "قمة النار" وبعدها، وهو الهجوم الذي استهدفت فيه إسرائيل عناصر قيادية من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

 

جدل حول توقيت العملية

وقالت الصحيفة العبرية إن القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب كافة، أيّدت أي تحرك يفضي إلى "قطع رؤوس" قادة حماس في الخارج، لكن جوهر النقاش انصب على معضلة: "نتحرك، الآن، أم لاحقًا؟ 


وفيما أجمع حضور غرفة العمليات في تل أبيب على "إرجاء ملف المقترح الأمريكي الخاص بوقف الحرب في قطاع غزة إلى الأسبوع المقبل"، حث ممثلو جهاز الأمن العام (الشاباك) على التركيز في عملية الدوحة، وأصروا على تسميتها بـ"قمة النار".  

وارتأى (الشاباك) أن "العملية فرصة عملياتية نادرة، يمكنها تصفية أقطاب حركة حماس المجتمعين في منزل القيادي خليل الحية، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس فريق التفاوض في حماس".


إعاقة التقدم في الصفقة

وكان هناك من يعتقد في إسرائيل أن هذه العملية ضرورية انطلاقًا من إدراك أن "حماس في الخارج هي من تتخذ مواقف معادية تعيق التقدم في الصفقة".

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، أيَّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس العملية، وكذلك فعل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، الموجود، حاليًا، في واشنطن.

 وأعرب أيضًا عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس ترامب لن تعارض هجومًا على قطر.

من ناحية أخرى، وكما ذكرت "كان نيوز"، فإن عدة مصادر، بما في ذلك رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الموساد ديدي برنيَّع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنجبي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، أيّدوا عملية الاغتيال، لكنهم أعربوا عن تحفظاتهم بشأن "التوقيت الحالي"، بداعي أنه كان يجب استنفاد المفاوضات بشأن صفقة جديدة اقترحها الرئيس ترامب.


الجيش الأمريكي أبلغ ترامب بالعملية

وقالت الصحيفة العبرية إن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت تطرقت، مساء الثلاثاء، إلى التقارير المتضاربة حول إبلاغ الإسرائيليين البيت الأبيض بالعملية قبل خروجها إلى حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن الجيش الأمريكي هو من أبلغ البيت الأبيض. 

وأضافت: "أبلغ الجيش الأمريكي إدارة ترامب أن إسرائيل هاجمت مسؤولين كبارًا في حماس، كانوا، للأسف، في منطقة الدوحة، عاصمة قطر".

وفي تعليقها، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن المتحدثة الأمريكية قصدت بكلامها أن "الإدارة الأمريكية لم تعلم بـ"قمة النار" إلا تزامنًا مع تنفيذها"، وهو ما حدا بواشنطن إلى اعتبار العملية "قصفًا لدولة ذات سيادة، وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجد وشجاعة، وتخاطر من أجل التوسط لإحراز السلام".


لا يخدم أهداف إسرائيل والولايات المتحدة

وأضافت المتحدثة الأمريكية أن الهجوم "لا يخدم أهداف إسرائيل أو الولايات المتحدة". ومع ذلك، أوضحت أن "القضاء على حماس، التي اغتنت من معاناة سكان غزة، هدف نبيل".

وأشارت إلى أن "الرئيس ترامب يعتبر قطر حليفًا وصديقًا قويًا للولايات المتحدة، ويأسف بشدة لتوقيت هذا الهجوم".

ولفتت كارولين ليفيت إلى أن الرئيس ترامب تحدث بعد الهجوم مع رئيس الوزراء نتنياهو، الذي "أبدى رغبته في تحقيق السلام بسرعة"، فيما أعرب الرئيس ترامب عن تقديره في إمكانية استغلال هذا الحادث المؤسف كفرصة جديدة للتوصل إلى سلام.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن "ترامب تحدث هاتفيًا أيضًا، مساء الثلاثاء، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيس وزرائه، وشكرهما على دعمهما وصداقتهما للولايات المتحدة، مؤكدًا لهما أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهما مرة أخرى".