تحرم المولود من البكتيريا الحميدة، الصحة تحذر من خطورة مضاعفات الولادة القيصرية على الأم والجنين
حذرت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة، من الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة بـ"المشيمة المتوغلة" بين السيدات، موضحة أن هذه الظاهرة أصبحت تمثل كارثة طبية ينبغي التصدي لها والحد من انتشارها، والتى تزيد مع تزايد معدلات الولادات القيصرية.
الولادة القيصرية لا تقتصر مخاطرها على الأم فقط
وأوضحت "الألفي" أن الولادة القيصرية لا تقتصر مخاطرها على الأم فحسب، بل تمتد إلى الجنين أيضا، حيث يحرم الطفل من البكتيريا الحميدة التي تنتقل إليه عبر الولادة الطبيعية، والتي تلعب دور أساسي في دعم جهاز التمثيل الغذائي وتقليل احتمالات الإصابة بالسمنة عند النمو.
وأضافت أن تكرار الولادة القيصرية وعدم وجود فترات مناسبة بين الحمل والآخر من أبرز العوامل التي تفاقم هذه المشكلات الصحية، مؤكدة على أهمية التوعية بتأثيرات السلوكيات قبل الولادة على صحة الأطفال والأمهات.
حماية صحة الأمهات والأجنة، وتفادي المضاعفات
وشددت نائب وزير الصحة على ضرورة مواجهة هذه الظواهر بما يضمن حماية صحة الأمهات والأجنة، وتفادي المضاعفات التي قد تدمر حياتهم مستقبلا.
كانت وزارة الصحة والسكان أصدرت حزمة إجراءات تنظيمية ملزمة لجميع المنشآت الطبية الخاصة، بهدف تعزيز الولادة الطبيعية الآمنة وخفض معدلات العمليات القيصرية غير المبررة طبيًا، تأتي هذه الخطوة استنادًا إلى أحدث المعايير العالمية والإرشادات الصادرة عن المجلس الصحي المصري، لضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة للأمهات والمواليد، والالتزام بتحسين جودة الخدمات الصحية.
قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إن هذه الإجراءات تمثل خطوة محورية لرفع مستوى خدمات النساء والتوليد في القطاع الخاص، بما يتماشى مع المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية”. موضحًا أن الوزارة تهدف إلى تعزيز سلامة الأمهات والمواليد من خلال ضمان تطبيق أفضل الممارسات الطبية، والمتابعة الدقيقة للتقارير الإحصائية الدورية.
وألزمت الوزارة المنشآت الطبية الخاصة بتقديم تقارير إحصائية شهرية مفصلة تشمل: إجمالي عدد الولادات في كل منشأة، ونسبة الولادات القيصرية وتصنيفها وفقًا لنظام “روبسون”، وتحليل أسباب إجراء العمليات القيصرية بناءً على بيانات “البارتوجرام”، والتحديات التي تواجه الفرق الطبية أثناء التنفيذ.
ويبدأ تطبيق هذه التقارير بنهاية الشهر الجاري، مع التزام مستمر بتقديمها دوريًا، ولضمان التنفيذ الفعال، كلفت الوزارة مديريات الشؤون الصحية بالمحافظات بمتابعة تطبيق هذه الإجراءات وتقييم أداء المنشآت الطبية بشكل مستمر.
ومن جانبه، أكد الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، أن الوزارة ألزمت الفرق الطبية في أقسام النساء والتوليد بالقطاع الخاص بتطبيق المعايير المعتمدة من المجلس الصحي المصري، مشيرًا إلى أن أداة “البارتوجرام”، وهي أداة عالمية لرصد تطور مراحل المخاض، ستُستخدم بشكل إلزامي لمتابعة الولادات الطبيعية بدقة، مما يتيح للأطباء رصد أي تحديات مبكرًا والتدخل في الوقت المناسب لضمان سلامة الأم والجنين.
وأضاف "زكي" أن تطبيق “تصنيف روبسون” يسهم في توثيق كل حالة ولادة وتحديد ما إذا كانت العملية القيصرية ضرورية طبيًا، مما يعزز الشفافية ويسهل عمليات المراقبة والتقييم، مشيرا إلى أن السجلات الإلكترونية ستُستخدم لتسهيل تحليل البيانات ومتابعة الالتزام بالمعايير.
وأكدت وزارة الصحة والسكان التزامها بدورها الرقابي والتنظيمي لضمان جودة الخدمات الصحية في القطاع الخاص، من خلال آليات متابعة صارمة وتقييم دوري.