فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من جدران المعبد إلى ساحة المسرح.. حورس ينتصر

تشهد الحركة الفنية بمصر حاليا فاعليات واحدا من أهم المهرجانات المسرحية وهو مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين، والذي بدأ في الأول من سبتمبر ويستمر حتى الثامن منه، بدأت فاعليات المهرجان بحفل الافتتاح والذي حضره نخبة من رموز المسرح وفناني مصر والعالم.

بدأ العرض بفيلم وثائقي قصير عن المخرج العالمي الراحل روبرت ويلسون، الذي يعد من أبرز رواد المسرح التجريبي، حيث امتزجت أعماله بين الفنون الأدائية والتشكيلية والموسيقية، وصاحب الفيلم عرض حركي من تصميم المخرج وليد عوني.

ثم عُرض فيلم وثائقي خاص عن فريق عمل المهرجان استعرض فيه جهود أعضاء اللجان التنفيذية، من خلال عرض كواليس الإعداد والتنظيم، ويعتبر هذا الفيلم تكريما خاصا لجميع من شارك في ظهور هذه الدورة بشكل يليق بتاريخ المهرجان.

قدمت الحفل الإعلامية جاسمين طه، وألقى الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان كلمته الترحيبية بالضيوف، أعقبها كلمة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة المصري، والذي أشاد بأهمية التجريب المسرحي.. 

وأضاف مطالبا بإعادة النظر في إسم المهرجان، بحيث يصبح شاملا لفنون المسرح بجميع أنواعها، مؤكدا على أهميته، فقال أن مصر هي مهد الفنون منذ فجر التاريخ، حيث تزين النقوش جدران معابدها وتصوغ لنا صورا من الحضارة لا تزال حية وملهمة حتى الآن.

توالت فاعليات حفل الافتتاح بتكريم نخبة من رموز المسرح بمصر والعالم، وفي طقس أسطوري رائع اختتم الحفل بعرض انتصار حورس، حيث تم إحياء الأسطورة من جدران المعبد إلى المسرح بروح معاصرة.

العرض مأخوذ عن أحد أقدم النصوص المسرحية في التاريخ المصري القديم، دون على جدران معبد إدفو بالجنوب، والذي يصور الصراع الأسطوري بين الإله حورس إله السماء وبين ست إله الفوضى.

حيث تتصارع قوي النور والظلام مزج ملحمي بين الحركة الحية علي خشبة المسرح وبين المؤثرات البصرية الحديثة من خلال شاشة عرض ضخمة بعمق المسرح، متضافرة مع الموسيقى والغناء المصري القديم، ودخول حر لنغمات حديثة تحمل رمزية التجديد واستمرارية الأسطورة للأبد.

تناغم غير تقليدي بين عناصر العرض بقيادة المخرج الفنان وليد عوني، ودراماتورج الدكتور محمد سمير خطاب، قدم العرض فرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية.

لم تقتصر الروعة علي الأداء فقط ولكن صاحبه إضاءة مميزة استطاعت أن تعبر عن لحظات الضعف والقوة ثم النصر، من تصميم ياسر شعلان.

جاء الدمج بين الحركة الحرة علي المسرح وبين المؤثرات البصرية في مشاهد سينمائية، جعلت من العرض فيلما حيا نابضا بالحياة الواقعية، صمم الجرافيك والفيديو عبد المنعم المصري.. أما عن ديكور العرض فبرغم بساطته إلا أنه عبر عن دراما العرض بمحاكاة مميزة، كذلك الأزياء والأقنعة تنوعت ببساطة دون تعقيد، بتصميم الفنان محمد مصطفى.

جاءت رقصة حورس ساحرة لتنير الكون بمعاني النور والسلام كدعوة للتفاؤل والتجديد والانتصار على الفوضى والظلام.