عمرها 106 أعوام، حديقة المنشاوي باشا بالغربية تحتفظ بأسرار 200 نوع مانجو (فيديو)
وسط الحقول الخضراء بمركز السنطة في محافظة الغربية تقع واحدة من أقدم وأندر حدائق المانجو في مصر تعرف بـ "جنينة المنشاوي باشا" بقرية ميت يزيد والتي تمتد على مساحة 36 فدانا وتضم أكثر من 200 نوع من المانجو بعضها لم يعد يزرع في أي مكان آخر داخل مصر.
يقول “خالد الخطيب” أحد أهالي القرية إن هذه الحديقة ليست مجرد مزرعة عادية بل تمثل تاريخًا زراعيًا وتراثًا اقتصاديًا ارتبط باسم المنشاوي باشا أحد كبار أعيان الغربية في القرن التاسع عشر حيث تعود ملكية الجنينة إلى أحمد باشا أحد كبار الملاك والإقطاعيين في الغربية حيث أُنشئت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانت ضمن أول البساتين الكبيرة المتخصصة في زراعة الفاكهة.
وأضاف "الخطيب" الزعيم أحمد عرابي بعد عودته من المنفى أهدى بعض الشتلات النادرة إلى المنشاوي باشا لتزرع داخل الحديقة وتصبح أساس التنوع الفريد الموجود حاليًا وتضم الجنينة 200 نوع من المانجو بينها الأصناف التجارية الشهيرة (العويسي – الزبدية – الفونس – الهندي – السنارة) كما تحتوي على أصناف نادرة لا تُزرع على نطاق واسع حاليًا وبعضها يكاد يندثر.
وأكد "الخطيب" أن وجود هذا التنوع جعلها بمثابة بنك وراثي حي يمكن أن تعتمد عليه مراكز البحوث الزراعية في حفظ السلالات حيث تنتج كميات كبيرة من المانجو سنويًا ويتم تسويقها في محافظات القاهرة والدلتا لكن ضعف الاهتمام الرسمي بترميمها وحمايتها أدى إلى تراجع إنتاج بعض الأصناف في السنوات الأخيرة.
وفي النهاية ما بين التاريخ الزراعي لواحد من أعيان مصر وتنوع بيولوجي مهدد بالاندثار تقف "جنينة المنشاوي" شاهدًا على حقبة كاملة من الزراعة المصرية لكن بقاء هذا التراث مرتبط بمدى قدرة الدولة والباحثين والمجتمع المحلي على إعادة إحياء المزرعة كرمز زراعي وسياحي بدلًا من تركها تواجه مصير النسيان.