فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الأساطير المؤسسة للسياسة الدولية

أحد مفاتيح القراءة التاريخية للسياسة الدولية تجاه منطقة الشرق الأوسط تستند إلى التأويل اللاهوتي لتنفيذ وعود العهد القديم، وهي تأويلات تستدعي الماضي لتفسير الحاضر وهو ما يدفع نتنياهو للقول إنه مفوض من اليهود في مهمة تاريخية وروحانية لإنشاء إسرائيل الكبرى.. 

 

وما يتم ترويجه على المستوى الإسرائيلي قد يكون مفهومًا في إطار دولة دينية تكرس التأويل الديني وتدين له كواحد من أهم أسباب قيام دولتهم وكيانهم، ولكن ما يستعصي على الفهم هو أن تتبنى هذه التأويلات العنصرية دولة كبرى تقود النظام العالمي، على أساس من القانون الدولي، ولكنها تمارس في الوقت إياه من حيث تريد أو لا تريد ثقافة البطش بالآخر على أساس النبوءات التوراتية!!

 

وللأسف تسكن تلك الأساطير بشكل أو بآخر وبنسب متفاوتة في ضمير سادة البيت الأبيض هذه الأيام، ويظهر الدعم الأمريكي لإسرائيل غير المحدود على مدى تغلغل أفكار المسيحية الصهيونية -ذلك السرطان الخبيث- بين أروقة الحكم وداخل عقول النُخبة في دولة يُفترض بأنها الأقوى في العالم.. 

لكي تلتزم الإدارات الأمريكية بتطبيق حكم الله في الأرض، وتحقيق الرؤية التي نص عليها الإنجيل والعهد القديم ووردت في سفر الرؤية؛ أي تخليص منطقة الشرق الأوسط من قوى الشر الذي يعدّ شرطًا أساسيًا لعودة المسيح وخوض المعركة الأخيرة التي سينتصر فيها الخير على الشيطان، وبالتالي إقامة دولة الله على الأرض. 

 

وليس هذا النقد لسياسة العدوان والتضليل وسفك الدماء التي تتبناها الصهيونية الإسرائيلية هو ما يغذي نزعة معاداة السامية، فما يغذيها فعلا هو ذلك الدعم لتلك السياسة التي لم تعد تحتفظ من تلك التقاليد العظيمة للديانة اليهودية إلا بذرائع مستقاة عبر تفسير حرفي متعسف لنصوص التوارة، تبرر هذه السياسة وتجعلها فوق كل القوانين الدولية.. وذلك باضفاء القداسة عليها استنادا لخرافات الماضي والحاضر!

 

وكان المفكر الفرنسي جارودي  قد فضح الصهيونية والأساطير المؤسسة للكيان الاسرائيلي بأنها عقيدة سياسية وقومية واستعمارية، وهي -بالتالي- ليست امتدادا للديانة أو الروحانية اليهودية، وقد قسم جاروديه الأساطير المؤسسة لإسرائيل وهي الوعد الإلهي بأرض فلسطين، وشعب الله المختار، وأحقية اليهود بالتطهير العرقي! 

فتخيلوا أن الله يعطي الحق لشعب أو طائفة ما بأن تقتل بقية الطوائف والملل، وتقوم بعملية الإبادة الجماعية، ولعل هذا ما يفسر ما تقوم به إسرائيل منذ نشأتها وحتى الأن مع الشعب الفلسطيني وشعوب الدول من حولها.


ومن المعلوم إن إحدى علامات الحداثة السياسية الكبرى للعالم الحديث هي اتفاقية وستفاليا في العام 1648، التي أنهت الحروب الدينية لأوروبا، والتي عصفت بالمجتمعات الأوربية طوال القرون الوسطي عبر حروب الإمبراطوريات الدينية لأوروبا، وفككت الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى دويلات دنيوية.. 

تقوم السياسة فيها على أساطير قومية تجعل الواقع هو الأسطورة الأكبر في ترتيب الأحداث، والعلاقة مع القوانين الصارمة لذلك الواقع لفكرة إدارة التناقضات الإنسانية التي يتعين على السياسة الاضطلاع بها، بعيدًا عن عناية السماء في العصور الحديثة لأوروبا والعالم. وهو مالم يحدث حتي الان لأساطير الشرق الأوسط..

ببساطة 

 * بعض هزائمنا لاتأتي من الأعداء
 * العبرة بالخلوات أما العلن فكلنا صالحون
 * غزة تكذب مقولة لا أحد يموت من الجوع 
 * أصلح نفسك إن أردت أن تؤذي عدوك
 * تعود.. ألا تتعود
 * لدينا ذكريات تستدعي الذكرى


 * يا مالك لا تؤاخذنا فيما لا نملك وتملك
 * لله مَسافات لا تُقطَع بالأقدام، ولكن بالقُلوب
 * داؤك منك وما تبصر ودواؤك فيك ولا تشعر 
 * أحدهما مطر والأخر فيضان وكلاهما ماء
 * أعمق حفرة تقع فيها هي الثقة
 * لن يشعروا أنك مختلف حتى تختلف