درس محفوظ عبد الرحمن!
دارسو وكتاب السيناريو يعرفون أن السيناريو الجيد لا تسير فيه الأحداث سلسة وطبيعية كما الواقع.. لابد من مفاجآت وكذلك عقبات تحدث للأبطال، ليستمر الصراع (تفاعل الحدوتة وأطرافها وموضوعها) بما يحقق التشويق ويدفع الأحداث إلي الأمام.. وإلا لانتهي أي عمل فني في دقائق!
في فيلمه ناصر 56 يبدع المؤلف والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن مشهد الفنانة أمينة رزق، ليتحدث عن رمزية الثأر لشهداء مصر في حفر القناة، وقد سيقوا إلي حفرها بالسخرة والكرابيج، وهو المشهد الذي يتذكره كل من شاهد الفيلم، وأثار جدلا كبيرا لكتابته والأداء الأسطوري لبطلته ولإخراجه!
إنما المشهد الذي لم يتوقف عنده الكثيرون -علي عكس ما تمنينا- هو مشهد طلب الزعيم جمال عبد الناصر مقابلة الدكتور مصطفي الحفناوي، الذي سيعتمد عليه في عملية التأميم بكل خبرة الرجل القانونية والتاريخية والسياسية عنها.. لكن يتم إحضار الرجل بالطريقة التي رأيناها، حيث اصطحبوه بملابس النوم، ورفضوا حتي أن يمهلوه ليرتدي ملابسه! فقابل الرئيس بملابسه التي كان لها وهيئته التي كان عليها في مفارقة مدهشة!
محفوظ عبد الرحمن أراد القول كيف تتحول توجيهات مهمة من القادة إلي كوارث عند الموظفين الصغار.. وكيف تتحول الأوامر المهمة إلي تجاوزات لا حدود لها، وكيف يشوه البعض إجراءات نبيلة وضرورية إلي عمل عشوائي لعدم استيعاب مهامهم الموكلة إليهم!
هل استفدنا من إشارات عبد الرحمن ودرسه في مشهد بسيط جدا أضحك الناس.. دون -فيما نظن- التعمق فيه كما ينبغي؟!