نتائجه على المرضى مذهلة، لقاح جديد يمنع تكرار الإصابة بـ 3 أنواع من السرطان
أظهر لقاح جديد نتائج واعدة في الوقاية من عودة سرطان البنكرياس والقولون والمستقيم.
ويعد سرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان إثارةً للقلق.
ويعرف كلاهما بصعوبة اكتشافهما في مراحلهما المبكرة، ويعود ذلك أساسًا إلى عدم وجود أعراض مبكرة محددة وموقعهما في الجسم كما أن هذين المرضين عرضة للانتكاس بعد العلاج الأولي.
بينما لا يزال الطريق طويلًا لإيجاد حل للوقاية من هذين النوعين من السرطان، أظهر لقاح جديد، في تجربة سريرية مبكرة، نتائج واعدة في منع عودة الإصابة بسرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم.
وتشير الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر ميديسن" إلى أن اللقاح، المبني على الببتيدات، يمكن أن يحدث استجابة مناعية ضد الخلايا المسببة للسرطان في العقد الليمفاوية.
وأوضحت أنه بعد متابعة طويلة الأمد لهذه الدراسة، تمكنا من إثبات أن مجموعة المرضى الذين أظهروا استجابة مناعية لديهم احتمال أكبر لعدم عودة السرطان والعيش لفترة أطول مقارنة بالتوقعات التاريخية لما سيفعله هذا المريض، كما قال البروفيسور زيف واينبيرج، أخصائي الأورام في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، والمؤلف المشارك في الدراسة.
تفاصيل الدراسة والنتائج
أظهرت دراسة نشرت في أغسطس 2025 نتائج مشجعة للقاح مضاد للسرطان مصمم لمنع الانتكاس لدى المرضى المصابين بسرطان البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم - وهما اثنان من أخطر أنواع السرطان.
اختبرت المرحلة الأولى من التجربة اللقاح، ELI-002 2P، على 25 مريض أكملوا الجراحة والعلاجات القياسية الأخرى، ولكنهم ما زالوا يعانون من علامات طفيفة على المرض المتبقي في دمائهم.
يعني الحد الأدنى المتبقي من السرطان بقاء آثار ضئيلة، والتي لا يمكن اكتشافها بالفحوصات، ولكنها غالبًا ما تؤدي إلى الانتكاس.
لقاح يمنع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
استهدف اللقاح تحديدا طفرات KRAS - وخاصة G12D وG12R - الشائعة في هذه السرطانات والتي تلعب دورًا رئيسيًا في نمو الورم.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، تحدث طفرات KRAS في حوالي 90% من سرطانات البنكرياس وحوالي 40% من سرطانات القولون والمستقيم.
ويمكن أن تؤدي هذه الطفرات إلى إنتاج بروتينات KRAS المتغيرة التي تُحفّز انقسام الخلايا وتكاثرها بشكل غير منضبط، مما يُسهم في تطور السرطان.
وباستخدام نظام توصيل "أمفيفيلي" جديد، حمل اللقاح الببتيدات المستهدفة للسرطان مباشرة إلى العقد الليمفاوية، حيث يتم تدريب الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية.
بعد متابعة متوسطة دامت قرابة 20 شهرًا، وجد الباحثون أن المرضى الذين طوروا استجابات مناعية قوية خاصة بجين KRAS ظلوا خالين من السرطان لفترة أطول بكثير من أولئك الذين كانت استجاباتهم أضعف. في الواقع، لم يتم تحقيق متوسط مدة البقاء على قيد الحياة دون انتكاس في المجموعة ذات الاستجابة القوية، مقارنةً بما يزيد قليلًا عن ثلاثة أشهر في المجموعة ذات الاستجابة الأضعف.
طور حوالي 71% من المرضى خلايا CD4+ وCD8+ T، وهما نوعان من الخلايا المناعية يعملان معًا لمكافحة السرطان.
ومن الجدير بالذكر أن اللقاح أدى أيضًا إلى "انتشار المستضد" لدى 67% من المرضى، مما يعني أن أنظمتهم المناعية بدأت بمهاجمة أهداف أخرى مرتبطة بالسرطان إلى جانب تلك المدرجة في اللقاح.
بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس، الذين يواجهون أحد أعلى معدلات الانتكاس، بلغ متوسط البقاء على قيد الحياة دون انتكاس حوالي 15 شهرًا، بينما بلغ متوسط البقاء الإجمالي قرابة 29 شهرًا.
لم تُسجل أي مخاوف جديدة تتعلق بالسلامة خلال فترة المتابعة المطولة. وبينما لا تزال هناك حاجة لتجارب أوسع نطاقًا، تشير هذه النتائج إلى أن استهداف طفرات جين KRAS بلقاح موجه للعقد الليمفاوية قد يصبح وسيلة فعّالة لمنع عودة السرطان، مما يوفر أملًا جديدًا للمرضى الذين يواجهون خيارات علاجية محدودة.